من المقرر أن تحتضن دار الشباب القديمة بنواكشوط اليوم الأربعاء 11 يناير 2017 ندوة جديدة حول الفساد بموريتانيا، فى ظل غياب أبرز منظرى المعارضة حول الموضوع خلال السنوات الأخيرة.
المعارضة تحاول من خلال الندوة كشف الواقع المر للبلد وبعض مظاهر سوء التسيير داخل الدوائر الرسمية، وابراز مكامن الخلل فى المنظومة الإقتصادية بموريتانيا.
غير أن التجارب الماضية غير مشجعة على الإطلاق، حيث ألتحق منظر المعارضة التقليدى حول "مكافحة الفساد" والمتصدر لواجهة حزب التكتل المعارض أحمد ولد لفظل بالنظام القائم، بعد عنون آخر ندوة له ب"النظام الحاكم فساد بلا حدود .. وإفقار ممنهج".
الرجل الذى رسم صورة سوداوية للمشهد العام فى موريتانيا خلال محاضرته الشهيرة بحضور أبرز قادة المعارضة الموريتانية (19-4-2015) ألتحق بعدها مباشر بمن حمله مسؤولية الوضع المتدهور، وأنحاز إلى من وصف سياساته بالشعبوية والمدمرة.
وتشكل مثل هذه التجارب ضربة أخلاقية للمشاريع الجادة، حيث يمنح بعض المترددين تصدر المشهد المعارض دون مبرر، ليتركوا القطيع ملتحقين بمن كانوا يصفونه بأبشع النعوت، بعد أن هزت لهم الجموع رؤوسها وصفقت لهم بحرارة وهم يبالغون فى شتم الحاكم الذى يخططون للإلتحاق به .. فهل تكون ندوة اليوم بداية جديدة لمحاضر آخر؟ أم أن الطابع الأكاديمى سيطغى عليها مع قدر من العقلانية والنقاش الصريح؟