شكل إعلان الحكومة السينغالية عن تحديد منتصف ليل الخميس كموعد نهائى لتدخلها العسكرى فى غامبيا مفاجئة كبيرة لدى الدول المعنية بالملف الغامبى، وإستفزازا للحكومة الموريتانية التى يوجد رئيسها الآن فى قصر الرئاسة ببناجول، أبرز هدف محتمل للقوات السينغالية والأطراف المتحالفة معها.
ورغم أن الرئيس المنتخب "آمادو بارو" لم يؤدى اليمين الدستورية - ولو شكليا- لحد الساعة، كما أن مجلس الأمن لم يصدر اي تفويض للقوات الإفريقية بالتدخل فى غامبيا، والجاهزية لدى القوات المذكورة لاتزال غير كافية بفعل نقص العتاد والتدريب والعدد اللازم للإطاحة برئيس دولة يحكم منذ عقدين، إلا أن الرئيس السينغالى مكى صال جد متحمس للتوغل فى غامبيا والقيام بمغامرة عسكرية من أجل فرض الرئيس الفائز "بارو" والتمكين للسينغال فى القرار الغامبى بعد عقدين من المواجهة مع الرئيس يحي جامى وبعض الأطراف الإقليمية.
وبغض النظر عن جدية الأطراف الإفريقية فى الإعلان الذى روجت له وسائل الإعلام السينغالية مساء اليوم الأربعاء، إلا أن إعلانه فى وقت يوجد فيه الرئيس الموريتانى محمد ولد عبد العزيز مع جامى فى قصره يشكل إستفزازا للجميع، ودفعا باتجاه تقويض المساعى الموريتانية التى تأجلت بفعل تدخل "الإكواس" والوساطة المغربية المفاجئة التى أعلن عنها بينما كان ولد عبد العزيز يستعد للإقلاع باتجاه بانجول قبل أيام.