100 ألف نسمة بموريتانيا دون إعدادية أو خزان مياه (خاص)

تعاني مناطق واسعة من الشرق الموريتاني من تهميش خطير، في ظل انشغال الحكومات المتعاقبة بمصالح العاملين فيها أو بعض المقربين من دائرة صنع القرار بنواكشوط.

 

ولعل الأخطر هو التجاهل المستمر لمعاناة أكثر من 100 ألف نسمة يقبعون في بعض القري شمال الحوضين، والحكم عليهم بالتجهيل الممنهج مع سبق الإصرار والترصد.

 

وتقول التقارير الواردة من المناطق الواقعة شمال "الأمل" بموريتانيا إن المنطقة تعاني من نقص كبير في الخدمات العمومية، وغياب تام لسيادة الدولة، وإن المرة الوحيدة التي وطأتها أقدام رئيس كانت 2009 عندما سقط طائرة الرئيس في بعض مناطقها، قبل أن يغادر المنطقة مسرعا في رباعيات دفع أقلته من مكان إيوائه إلي مكان نسيانه لهموم بعض المواطنين المستضعفين.

 

المنطقة التي تضم بلديات "أنولل" و"أطويل" وأم الحياظ" تعاني من غياب التعليم، حيث أنها المنطقة الوحيدة التي لاتوجد فيها اعدادية واحدة، كما أنها تفتقر للمياه بشكل كبير، أما المراكز الصحية فمحدودية، وغير قادرة على استعاب الطلب المتزايد من سكان المناطق المحيطة بها، وهو ما أنعش تجارة الموت عبر حمل الأدوية على ظهر الحمير والخيل وبيعها فى المناطق الريفية بأسعار غالية.

 

وتفتقر المنطقة إلي أطر يطرحون قضاياها بشكل دائم، كما أن الحكومة تتعمد ابعادها خارج دائرة الوعي ترضية لبعض كبار الباعة ممن ينشطون أيام المواسم الانتخابية فقط.

 

غير مصنفة إداريا

 

وتكاد تكون المنطقة الحالية غير مصنفة إداريا، حيث ينزع أغلب الولاة في زياراتهم الميدانية إلي المناطق الجنوبية، أما قادة الأجهزة الأمنية فهم أكثر من يعرف ربوع تلك المنطقة في الخريف بحثا عن الراحة أو في الصيف استفادة من المشاكل التقليدية التي يذكيها روتين السلطة وضعف الوعي لدي السكان بأهمية اللحمة الداخلية، وابتزاز بعض الأشخاص ممن يرتبطون بعلاقات وطيدة مع السلطة الجهوية في المناطق الشرقية.

 

والأغرب هو أن والي الحوض الشرقي ورفيقه الحالي بالحوض الغربي لم يقوما منذ تعيينها قبل سنوات بزيارة واحدة للمنطقة المنكوبة، ولم يتعرفا علي واقعها الهش أو مشاكلها الجمة، مكتفين بما يسمعونه من أخبار سيئة في الغالب من بعض السياسيين.

 

ويجد الإداريون دعما قويا من خلال انشغال السلطة المركزية عن متابعة العمل في الداخل، وضعف الرقابة الإعلامية علي سلوك الولاة والحكام والأجهزة الأمنية في المناطق الداخلية.

 

هل من حل للأزمة؟

 

ويري بعض أبناء المنطقة أن حالة التهميش الحالية لن تزول مالم تغيير الحكومة الموريتانية آليات العمل المتبعة حاليا، وتضفي مزيدا من الجدية والرقابة علي العاملين في الإدارة الإقليمية.

 

ولعل أبرز الخطوات المطلوبة الآن هي:

 

(1) إلزام الولاة والحكام وقادة الأجهزة الأمنية بالقيام بزيارة شاملة للمنطقة، وإنهاء العزلة النفسية القائمة بين السكان والإدارة في تلك المناطق، علي أن يمنع تغريم السكان أثناء الزيارة أو ابتزازهم من أجل شكر من لايعرفون وجهه أو اسمه من الإداريين.

 

(2) جرد الحاجات الضرورية لسكانتها وخصوصا في مجال المياه والصحة والتعليم

 

(3) فك العزلة عن بعض المناطق من خلال طريق يربط بين أعوينات اذبل وتيشيت شمالا، لفتح آفاق جديدة للسكان، ولوضع حد للتجزئة القائمة والذهاب دوما نحو الجنوب.

 

(4) فتح  ثلاثة اعداديات في المناطق المذكور، وشمال طريق الأمل تحديدا من أجل تشجيع السكان علي الدراسة وإنهاء حالات التسرب المدرسي القائم حاليا، بل والعزوف عن الدراسة للأسف في مناطق كثيرة.

 

(5) حفر آبار ارتوازية في المناطق المنكوبة بفعل العطش أو ملوحة المياه

 

(6) فتح محاظر في المنطقة وتشجيع المحاظر القائمة والتي تعاني من التهميش.