هل تجمع الموائد شتات الأغلبية بعد موسم الإحباط الجديد؟

قرر الوزير الأول السابق والأمين العام الحالى للرئاسة الوزير مولاي ولد محمد لغظف فجأة إنهاء الخلاف الدائر بينه والوزير الأول يحي ولد حدمين، واستضافة الأخير فى منزله بعد سنتين من الصراع والعمل من أجل الفوز بقلب الرئيس وكرسي الوزارة الأولى.

 

الدعوة التى تم الإعلان عنها قبل يومين ، سيحضرها رئيس حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم سيدى محمد ولد محم المنتشى – دون الإعلان عنها- بانتصار الحزب على مناوئيه ودعم الرئيس للانضباط وأهله بعد شهور من الثورة داخل أبرز تشكلة داعمة للرئيس، ومساعى بعض الأطراف الفاعلة فى القصر وخارجه للإطاحة بالاتحاد من أجل الجمهورية ورئيسه من واجهة الأحداث فى البلد، وتقزيم خيار الرئيس الذى تبناه فى السادس من سبتمر 2014 من خلال تكليف وزير الإعلام السابق سيدى محمد ولد محم بقيادة الحزب خلفا لوزير الخارجية الحالى اسلكو ولد أحمد أزدبيه.

غير أن الابتسامات المفروضة بالقوة من طرف الرئيس المنزعج من خلاف معاونيه، والاجتماع المحكوم بثقل الماضى وتشعب أطراف الصراع داخل الأغلبية الرئاسية، لن تكون نتائجه قادرة على كسر جليد الأزمة المستحكمة، حتى ولو أعلنت كل الأطراف ترحبهيا بالتوجه الجديد، ولن تمحوا مخرجاته من ذاكرة كل طرف شهور الصراع القوي، ولا مخططات البعض الجهنمية من أجل تشويه كل منجز جديد والتغطية على كل منجز قديم، وتسفيه كل مخالف والطعن فيه متى أتيحت الفرصة و قبل الرئيس.

يدرك أغلب المهتمين بالسياسة داخل البلد أن اجتماع الثلاثاء المتوقع لن يقتل الحنين فى نفس مولاي ولد محمد لغظف من أجل العودة للكرسى الذى فارقه ولما يئن الفطام حسب المقربين منه، ولن يزيل المخاوف القائمة لدى يحي ولد حدمين من أجل تحييده عن الواجهة وتنصيب خليفه له، ولن يقنع سيدى محمد ولد محمد بأن "شيوخ" الأغلبية المجتمعين اليوم بدعوة من الوزير الأمين العام للرئاسة باتوا من ضمن أصدقائه المفترضين.

 

إنه اجتماع مجاملة . يتبادل فيه الجميع التحايا ويظهرون بمظهر الرجل الموحد، يبتسمون كلما توجهت إليهم أعين الصحفيين وزوار المنزل الواقع قرب شاطئ المحيط،وتستعيد الأعين – دون استئذان- أيام القطيعة والجفاء. يستذكرون الماضى بكل مراراة ويتطلعون للمستقبل الغامض والجميع قلق مما سيقرره الرئيس بعد الاستفتاء على التعديل الدستورى وكسر إرادة الشيوخ المناوئين لمقترحاته والمعارضين من قادة الفعل السياسى له داخل البلد وخارجه.