شكل التحالف السرى الذى أبرمه قادة فى حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم بمقاطعة توجنين وبعض قادة حزب "تواصل" بنواكشوط الشمالية ، ضربة لعمدة البلدية سيدى محمد ولد خيده، لكنه ألقى بظلال من الشك حول إمكانية التعايش داخل مكونات الأحزاب المذكورة بالمنطقة.
التحالف غير المعلنة نسجت خيوطه خلال الأسابيع الأخيرة عبر منشقين من الحزب المعارض، وبعض قادة حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الراغبين فى خلق بديل لقادة الحزب بالمقاطعة، مع اقتراب المجالس الجهوية والبلدية.
وقد تقرر أن تكون التعديلات الدستورية بوابة التشكل الجديد فى المقاطعة، حيث أعلن عدد من رموز الحزب الحاكم بالمقاطعة تنظيم نشاط داعم للتعديلات الدستورية، مع إقصاء الأطراف الحزبية المناوئة لرموز التحالف الجديد.
وأطلق على الحلف الجديد تيار الأطر، وضم النائب محمد يحي ولد الخرشى والعمدة السابق محمد الأمين ولد أشريف أحمد، ومحمد ولد عبد الرحمن الأمين العام لوزارة الخارجية، بينما أقصى من النشاط فدرالى الحزب الحاكم أحمد جدو ولد الزين ورئيس قسم الحزب الحاكم بالمقاطعة سيدى محمد ولد خيده. غير أن الحلف الآخر رد بتنظيم مهرجان أبعد عنه التحالف الثلاثى الذى يعتمد على حاضنة قبلية بعضها فى الأغلبية والآخر فى المعارضة، وسط تبادل الرسائل السلبية بطريقة مشرفة.
الرسالة الثانية كانت أقوى من تحالف الأطر الذى أدار عملية رفض التقرير الإداري السنوى للعمدة بالشراكة مع بعض مستشارى "تواصل" ، بقيادة المرشح السابق لمنصب العمدة "محمد الأمين ولد شعيب".
غير أن عملية التحالف – غير المعلنة- لم تمرر بطريقة سهلة فى الطرف الآخر، إذ رفض عمدة تواصل بالبلدية التصويت لصالح خطة المغاضبين من حزب الرئيس، معتبرين أنهم شركاء فى التسيير، وحاضرون فى البلدية بشكل أكبر ، ولا توجد مآخذ تسييرية واضحة لدى الطرف المتحفظ منهم، وغير مستعدين لتسييس العمل البلدى، وغير مقتنعين بتجيير الأمور بشكل قبلى محض، وأكدا فى اجتماع للمستشارين بالبلدية رفضهما التصويت ضد الحساب الإدارى.
ومع اقتراب الأمور من التعادل 10-10 تدخلت قوى فى الأغلبية لترجيح كفة المعارضين للتقرير الإدارى، وقالت مستشارة بالحزب الحاكم إن محمد يحي ولد الخرشى أتصل عليها هاتفيا وخيرها بين التصويت مع مستشارى "تواصل" السبعة أو التصويت لعمدة البلدية "ولد خيده"، واصفا الأمر بالقرار الصعب.
وقد تم رفض التقرير الإدارى فى النهاية بعد التصويت ضده من قبل سبعة من تواصل و4 من الحزب الحاكم.