عاد الهدوء بشكل تام للعاصمة نواكشوط بعد يومين من المواجهة فى الشارع بين قوى الأمن وبعض المتظاهرين المطالبين بإلغاء قانون السير وسحبه. وسط خروج الأمور عن السيطرة فى بعض المناطق، وتحول الحراك الاحتجاجى إلى حراك فئوى محض، مع استهداف ممنهج للمتاجر والسيارات والمارة بالعديد من شوارع العاصمة.
وقد بلغت الأمور أوجها فى السبخة والميناء والرياض وملح ودار النعيم، لكن مع قرار الرئيس بتشكيل غرفة عمليات مشتركة للأجهزة الأمنية الثلاثة ( الشرطة والحرس والدرك) ، والدفع بهم إلى الشوارع ظهر الثلاثاء، عادت الأمور للهدوء، وتم توقيف العشرات من المراهقين وبعض قادة "إيرا" و"لاتلمس جنسيتى" وبعض الأجانب.
وكثفت الشرطة من مراقبتها للوضع خلال ساعات النهار الأولى، وفى خدود الرابعة من يوم الثلاثاء 2 مايو 2017 وضعت اليد على مجموعة تتهمها بالوقوف خلف الحراك الاحتجاجى، وتم اعتقال العناصر المذكورة فى مناطق متفرقة من الرياض بنواكشوط الجنوبية والميناء بنفس الولاية، والسبخة بنواكشوط الغربية.
وقال وزير الداخلية إن أطرافا سياسية أججت الموقف، وإن بعض الحركات المتطرفة خططت لاستغلال طرح القانون من أجل إثارة الشغب، متعهدا بالتعامل بحزم مع الحراك الاحتجاجى، وتقديم مرتكبى أعمال الشغب والسرقة للعدالة.
وقد أوقفت الأجهزة الأمنية أكثر من 50 من أصحاب السوابق، كما أعتقلت عدة سينغاليين شاركوا فى الحراك الأخير.
ومن بين المعتقلين – حسب مصادر محلية- عدد من نشطاء إيرا بالزعتر وملح والرياض.
وقد أثمرت إجراءات الحكومة عن عودة سريعة للهدوء، وعاد أصحاب السيارات لنقل الأشخاص من " كرفور مدريد" إلى مناطق متفرقة من العاصمة نواكشوط ( الرياض- توجنين- الاتحادية- دار النعيم- ستيرنات).
وتمركزت قوات محدودة من الحرس والشرطة والدرك ببعض المناطق، تفاديا لعودة مظاهر الاحتجاج بعد العاشرة، حيث تنطلق أعمال الشغب فى محيط المدارس أوقات التصعيد، دون تسجيل أي حادث لحد الساعة.