شكل قرار الاتحاد الموريتانى لكرة القدم القاضى قبل ثلاثة أشهر بدعم مرشح مدغشغر أحمد أحمد فى مساعيه نحو رئاسة "الكاف" مغامرة غير مضمونة النتائج، بحسب العديد من الدوائر الرياضية بالقارة السمراء، بحكم الخوف الذى كان ينتاب النخب الإفريقية الكروية من شيخ القارة وعجوزها الماكر الكاميرونى عيسى حياتو.
ولم تخف أوساط كروية بموريتانيا مخاوفها من ردة فعل العجوز الذى ظل إلى وقت إعلان النتائج يحسب نفسه الرئيس القادم للكاف، قائلا " لو خامرنى الشك مرة واحدة بعدم الفوز ماترشحت أصلا للرئاسة".
قرار توج بزيارة معلنة للعاصمة نواكشوط وتبادل للخطب والتحايا داخل مكاتب الاتحاد الموريتانى لكرة القدم بين المرشح الأقل حظا فى نظر الكثير من المتابعين لأمور الكرة أحمد أحمد ورئيس الاتحاد الموريتانى أحمد ولد يحي الذى كان يدرك أكثر من غيره أن دوائر "الكاف" المغلقة فى وجه العديد من الرؤساء الجدد، لامجال لفتحها مالم يحدث تغيير شامل فى هرم القيادة المترهلة، مع مخاوف بدت جلية فى عواصم أعرق من الناحية الكروية وأرسخ قدما فى صناعة القرار بالقارة السوداء ( مصر)، حينما أنبرى العجوز لتأديبها علنا، والتلويح بورقته الرابحة نقل المقر منها، وحرمانها من متابعة الكرة – ولو إعلاميا- عبر الضغط على مجمل التلفزيونات الناقلة للكؤوس.
قرارات أستسلم لها الشارع الكروى، تماما كما حصل مع تونس قبل فترة والمغرب، حينما أنتزع حق تنظيم الكأس من الأخيرة وسلم للدولة الإفريقية الصاعدة فى مجال سوء التسيير وضعف الحكامة (غينيا الإستوائية) وأخرجت تونس قهرا من الكأس بفعل سوء التحكيم للدولة ذاتها فى مشهد أدمى عيون الآلاف من المشجعين العرب فى الكأس الإفريقية قبل الأخيرة.
غير أن نتائج الانتخابات المدوية والسقوط الحر الذى مني به المرشح والرئيس الأسبق عيسى حياتو بعد 29 سنة من التحكم فى أوراق اللعبة، أنعش الآمال لدى الموريتانيين وبدد المخاوف التى أجتاحت الشارع الرياضى، وأعطى دفعة قوية لاتحاد قارى ضعيف الإمكانيات والانتشار بالمقارنة مع غيره، لكنه حاضر فى الدوائر المهمة داخل الفيفا، وإن غاب عن "الكاف" بفعل النظرة الإفريقية للدولة الموريتانية، ووجود أطراف أخرى متصارعة على الحضور بدعم سخي من الدول الداعمة لها (الجزائر والمغرب) ، وهو ما أثمر فوز "لقجع" بعضوية اللجنة التنفيذية مع إقصاء "راوره" بعد سنوات من الحضور الوازن والفاعل فى الكرة الإفريقية والجزائرية.
ومع انتهاء الأشهر الثلاثة الأولى من تسيير الرئيس الجديد تبدو موريتانيا متحفزة لفرض نفسها كلاعب جديد داخل الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، وسط آمال بتحقيق اختراق مفاجئ للمنظومة الحالية خلال الجمعية العامة للاتحاد المقرر عقدها اليوم الأثنين بالمنامة، قبل أيام قليلة من عقد الجمعية العامة للاتحاد الدولى لكرة القدم بدولة البحرين.
وفى انتظار ما ستسفر عنه مشاورات للحظة الأخيرة، تظل موريتانيا بحاجة إلى اختراق الحصار الكروى المضروب على الدول الصاعدة فى عالم الكرة، فى انتظار لمسة وفاء من الرئيس الجديد ومكتبه أو اقتناع جماعى بأن الاستمرارية فى التغييب عن دوائر صنع القرار أمر غير ممكن.