حين تتحدث عن حكم ولد عبد العزيز للدولة الموريتانية منذ انقلابه فجر الخامس من أغسطس 2008 ستدرك لا شك حجم المشاكل التي واجهها الشعب الموريتاني على مختلف الصعد وكل المجالات. ولن يعوزك فكر ولا دلائل يمكن من خلالهما أن ترى ما واجهه الشعب الموريتاني من صعوبات على المستوى الاقتصادي حيث تم بيع الثورة السمكية عبر اتفاق شرعته كتيبة من الأفاكين كان قد فع بها إلى البرلمان على شكل مستقلين عام 2006. وهنا يصدق على المتضررين – وهم كثر – من هذه الصفقة المشينة والمريبة استحضار مضمون الآية الكريمة: ﴿إن مع العسر يسرا﴾.
على الصعيد الاجتماعي لن ينقصك أن ترى حجم الاهتزازات العميقة التي عاشتها المجتمع الموريتاني، حيث انتشر الخطاب الفئوي العنصري المقيت، وشرعت أبواب وسائل الإعلام "الحرة" أمام مروجيه من أجل أن يبثوا سمومهم وعلى نطاق واسع دون رادع ولا حسيب. ستلحظ انتشار الجريمة بشكل واسع نتيجة غياب استراتيجية أمنية واجتماعية واضحة المعالم من أجل معالجة البطالة عبر تشغيل الشباب وفتح سوق العمل أمامه، وهو ما يكاد أن يدفعه دفعا إلى مهاوي الردى.
وتم التضييق على رجال الأعمال الشرفاء الذين كان يمكن أن يقلصوا من البطالة داخل أوساط الشباب وتم منعهم من فتح مؤسسات اقتصادية تساهم في التقليل من حجم الاحتقان الشبابي وهو ما لا يمكن فهمه في سياق مرحلة الانفتاح الاقتصادي التي ينادي بها الإعلام العمومي.
ثم إن مشكلة ارتفاع الأسعار زادت الشرخ الاجتماعي ووسعت الفجوة يبن الفقراء والأغنياء مما لا شك ستكون له انعكاسات الله وحده يعلم إلى أين ستقودنا؟. وليس أمام من يخشى على المجتمع عواقب إهمال الدولة في هذا المجال إلا أن يستحضر مضمون الآية الكريمة: ﴿إن مع العسر يسرا﴾.
سترى ولا شك أن حجم العبث بالمؤسسة الصحفية يتم عبر تعيين من لا يدري شيئا عن عالم صاحبة الجلالة كمسير للمؤسسات الإعلامية الرسمية.. وتعيين إدارتي الإذاعة والتلفزة خير مثال على ذلك. وكلنا يعلم خطر الإعلام الموجه ولذلك فلا مناص من اللجوء إلى مضمون الآية الكريمة: ﴿إن مع العسر يسرا﴾ للتفاؤل بما قد يأتي عقب هذا التدجين الإعلامي الخطير الذي يمارس على المجتمع.
ستبصر حجم العبث بالمجال السياسي حيث تم ترخيص أحزاب مجهرية لا وجود لها شعبيا، بل حتى لا وجود لها اعتباريا لأن قادة أغلب تلك الأحزاب لا يملكون من صفات القيادة إلا قدر ما يجعلهم يحملون ترخيص حزب لا وجود له ميدانيا، فكل الأحزاب السياسية التي رخص لها في عهد الرئيس محمد ولد عبد العزيز لا توجد لها مقرات مركزية فما بالك بالفرعية. وهنا يجب على أصحاب تلك الأحزاب أن تتمثل مضمون الآية الكريمة: ﴿إن مع العسر يسرا﴾.
والملفت للانتباه حجم السخف اللغوي والانحطاط الأسلوبي الذي طبع النسخة الجديدة من النشيد الوطني التي خرجت أمس وهي نسخة لا شك يقصدها امحمد ولد أحمد يوره بقوله:
أشعارنا أهل هذا العصر باردة
لم تُشْوَ شَيًا ولم تُطبخ بأبزار
وذلك مما يدعوني إلى تلاوة الآية الكريمة: ﴿إن مع العسر يسرا﴾. متبوعة بالحوقلة والحسبلة.
و كخلاصة، قيادة هذا البلد لا تبالي بالمواطن ولا تهتم به و عند التأمل ستعلم علم اليقين أن الوطن في ورطة حيث أن آخر هم القائمين على تسيير شؤونه اليوم هو المواطن المدجن المطحون الذي لا يملك إلا أن يستغيث ربا رحيما عسى أن يكشف عنه من البلوى ما حل به وينتظر فرجا لا شك أنه قريب. لذلك نرجو من المواطن استحضارا الآية الكريمة: ﴿إن مع العسر يسرا﴾ في كل أوقاته وأحواله.