في العام 2013 أديت مناسك الحج للمرة الأولى وعدت يومئذ وأنا محزون من الظروف السيئة التي اكتنفت الحالة التي نظمتها بها السلطات الموريتانية المختصة ذلك الموسم.
ولقد عاودت الحج هذه السنة مع الأفواج الموريتانية أيضا التي تشرف وزارة الشؤون الإسلامية عليها، وقد فكرت قبل ذلك في الذهاب عبر الخطوط الدولية كي أتجنب التجربة المرة الأولى غير أن محرما لي فرض علي الحج "الوطني".
ولقد لمست عند أول وهلة أن الأمور تغيرت وأن التحسينات الضرورية تحققت وأن السلطات المعنية قد نجحت إلى حد بعيد في القفز بالوضع إلى مستويات جيدة للغاية وللأمانة أود هنا أن أسرد الملاحظات التالية:
1- لقد تجنب المواطنون الكثير من التعب والتكاليف المادية بجعل التسجيل يتم على المستوى المحلي في الولايات وانتظار القرعة التي يجد المحظوظ بها كل شيء جاهزا بما في ذلك كتابة رقمه على حقيبته.
2- تتم الرحلات بشكل مباشر من مطار انواكشوط باتجاه المدينة المنورة عكس ما كان يحدث سابقا حيث يحط الحاج في عدة مدن عالمية.
3- تم إنزالنا هذا العام بفندق راق لا يبعد عن الحرم النبوي غير 3 دقائق وقد كان لكل ثلاثة أو أربعة منا حجرة خاصة تسعهم جميعا تتوفر على كل مستلزمات الإقامة..
4- تقدم لنا وجبات جيدة وكافية :الفطور، الغداء ، العشاء وبأطباق موريتانية شهية تناسب الجميع .
5- تم نقلنا في باصات فخمة بطريقة جيدة وسهلة ولائقة من المدينة إلى مكة .
وهنا خصصت لنا إقامة مريحة في فندق من 4 عمارات قرب منى وكانت شروط الإقامة في هذه المحطة أيضا جيدة ومناسبة.
6- توفرت باصات النقل للجميع إلى كافة الأماكن وأديت جميع المناسك في ظروف حسنة.
7- إن ما لوحظ أيام التشريق من زحام وفوضى كان سببه المقيمين من الموريتانيين في البلاد المقدسة حيث نافسوا الحجيج وزادوا الضغط عليهم.
8- يجب أن تهتم السلطات بالمرشدين بحيث يتم اختيارهم من أشخاص سبقوا أن حجوا وخبروا المناسك.
9- يجب أيضا الرفع من مستوى الاستشارة الصحية والفقهية حيث لوحظ غياب هذين الشيئين.
10- لقد كانت ظروف العودة رائعة نقلا وتنظيما وإن كانت ثمة شائبة فهي متعلقة بعقلية الحاج نفسه، فالموريتانيون تعودوا على عدم انتظار الدور في الطابور وعلى الفوضوية والتسرع في الأمور .
وأخيرا أقترح على وزارة الشؤون الإسلامية أن تخصص أياما قبل الحج لتدريب الحجاج على المناسك فيتم تجميع من لديهم الحاجة إلى ذلك في ملعب والقيام بتمثيل كافة المناسك كما يجري في بعض الدول الإسلامية.
الحاج محمد ولد داها.