يقف البائع المتجول "آمادو"، حائرا بين المئات من رواد السوق المركزي بنواكشوط، (كبتال)، وهو يرقب حركة السوق التي تكشف بجلاء عزوف المواطنين عن شراء الملابس قبل ثلاثة أيام من حلول عيد الفطر المبارك، وهو ما تترجمه عزلته وهو يأخذ مكانه في الزحام داخل أروقة السوق بحثا عن الزبناء.
ويقول "آمادو"، في حديث سريع وعابر لزهرة شنقيط، قبل أن يهرول باتجاه إحدى السيدات القادمة توا إلى السوق علها تكون بحاجة لبعض الملابس التي يحمل على كتفيه، قائلا: مستوى البيع هذا العام بالمقارنة مع نفس الموسم من العام الماضي متواضع جدا أو بالكاد يوجد، أملنا كبير في ارتفاع نسبة البيع قبيل العيد".
يعلو اليأس والاحباط والقنوط محيا اغلب الباعة المتجولين في السوق المركزي بنواكشوط، لما لمسوه من عزوف من المواطنين، أو عجز لدى الغالبية منهم، أثر سلبا على القوة الشرائية في السوق ووضع آمال الباعة بتحسن الظروف قبيل عيد الفطر، أمرا صعبا ما لم تحدث معجزة تغير لوضع القائم في السوق.
يواصل البائع المتجول "مصطفى يسلم" حمل الملابس على كتفيه والتجول داخل السوق، وعبور من مدخل السوق من كافة الجهات جيئة وذهابا، لعل وسعى أن يتصادف أثناء تجواله مع بعض القادمين الجدد إلى السوق الراغبين في شراء الملابس التي تعاني كسادا خلال الموسم الحالي حسب رواية أغلب الباعة المتجولين.
يقول "مصطفى يسلم"، لزهرة شنقيط، إن الباعة المتجولين يشعرون بخيبة أمل كبيرة جراء نقص القدرة الشرائية للمواطنين، مرجعا الأمر إلى تأثير أزمة الجفاف التي يعاني منها البلد، وتواضع الرواتب، وتفشي البطالة في صفوف الشباب، إضافة إلى غلاء أسعار المواد الغذائية.
بدوره يعبر محمد ولد عالي أحد رواد السوق عن تراجع مستوى الإقبال على السوق، وعزوف المواطنين على الشراء بنهم كما هو الحال أثناء الأعياد العام الماضي.
ويقول ولد عالي لزهرة شنقيط، "أنا جئت لشراء ملابس العيد لكن النوعية التي اشتريت رديئة جدا وزهيدة السعر بالمقارنة مع الملابس التي ارتديتها خلال عيد الفطر العام المنصرم.
ويجمع العديد من الباعة المتجولون ورواد السوق المركزي بالعاصمة نواكشوط على نقص الإقبال ومحدودية فرص البيع، وهو ما يضع الباعة المتجولين أمام مسؤوليات جسيمة أبرزها كساد البضائع، حيث لا يلوح في الأفق مناسبات للبيع قبل موعد عيد الأضحى بعد نحو ثلاثة أشهر من الانتظار والترقب لغد أفضل.
زهرة شنقيط _ أحمد ولد سيدي