موريتانيا تنبذ خطاب الكراهية والتمييز

الإعلامي المختار ولد محمد يحي

يشهد المراقب للساحة الموريتانية خلال القنطرة بين العام 2018 ورأس العام الجديد 2019 حراكا حكوميا ملحوظا لتوعية صناع الرأي والساسة في موريتانيا حول مخاطر الخطابات ذات الشحنة التمييزية ودلالات الكراهية، ولعل أهم نشاط تمحور حول الموضوع حفل العشاء الذي نظمته وزارة الثقافة والصناعة التقليدية والعلاقات مع البرلمان ليلة رأس السنة.

وكان الحفل الذي نظمته وزارة الثقافة بإشراف مباشر من وزير الثقافة والصناعة التقليدية والعلاقات مع البرلمان الناطق الرسمي باسم الحكومة الأستاذ سيدي محمد محم، يصب جل اهتمامه على توعية قطاع الصحافة بخطورة تمرير خطابات الكراهية والتمييز لما لها من تأثير على السلم الاجتماعي واللحمة الوطنية، طريقا إلى توعية كافة صناع الرأي من نقابيين وسياسيين وفاعلين مدنيين، ضد مخاطر توجيه رسائل للعموم تضر النسيج الاجتماعي، وتقوض سير البلاد إلى أهدافها المرسومة لبناء مجتمع قوي ومتماسك، وإستراتيجيات البلاد للنمو المتسارع والتطور والنماء.

الكثير من المراقبين أكدوا أن النشاط التوعوي والنقاش المفتوح بين الوزارة والصحفيين بمختلف أطيافهم كان هاما للغاية وفي وقت يحتاج مثل هذه الخرجات، حيث مثل النشاط الذروة في عمل الحكومة في هذا المضمار فمنذ أعوام ومنذ تولي رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز مقاليد الحكم في البلاد تم التركيز على مفهوم اللحمة الوطنية والوحدة ونشر السلم والمحبة في أكثر من مهرجان جماهيري، وأكثر من مناسبة، وبواسطة مشاريع حكومية وبرامج عملت على أكثر من صعيد بغية بث وتقوية روح المحبة والسلام بين أبناء الشعب الواحد.

ولعل تكريم رئيس الجمهورية ومنحه جائزة مانديلا الدولية للأمن يعتبر دليلا على أن موريتانيا شرعت في وقت مبكر للحيلولة دون نشوب أزمات وحروب أهلية في القارة الأفريقية وخصوصا في محيط موريتانيا العربي والإفريقي، وهو ما مثل انعكاس الإرادة الجادة داخليا لإدارة البلاد، وتقوية شؤون المجتمع وتأمينه وتحصينه ضد مخاوف الإرهاب والتطرف والغلو، حيث أن بلادنا يضرب بها المثل إقليميا في النجاح بمعالجة تلك المظاهر السلبية والضارة بمستقبل الشعوب والدول.

إننا كموريتانيين علينا أن نشعر بروح الوطنية كلما تعلق الأمر بالوطن، ولا نقبل المساومة على الحفاظ على موريتانيا آمنة ومزدهرة، تماما كما تلاحمت سواعدنا وشعرنا جميعا بفرحة ذكرى عيد الاستقلال كلما أطلت علينا، وإنه لعمري ما كان المواطن يشعر به قبل حكم رئيس الجمهورية الذي جعل منها مناسبة ينتظرها كل الموريتانيين للخروج محتفلين في الشوارع حاملين الأعلام الوطنية التي بدأت تعبر عن تاريخ البلاد وجهاد المخلصين للوطن.

ويجب أن لا ننسى جهود الحكومة في تحسين وضعية المنتخب الوطني حتى بدأ يحرز المكاسب ويفوز في المنافسات الدولية لأول مرة في تاريخه، وأعاد الثقة إلى الجمهور الموريتاني والشعب بأكمله، ومثلت مدرجات الملاعب لوحة فسيفساء جميلة، متنوعة بألوان العلم الوطني، وبألوان سحنات الشعب المتنوع الأعراق والثقافات.