اتحاد عمال الصحة يساند الطبيب المعتقل ويسفه أحلام المواطنين (بيان)

قال اتحاد عمال الصحة بموريتانيا إن الأمم التي تعتدي علي "حمائم الرحمة"  لاتستحق وصف أمة، ولاتستحق الخدمات الإنسانية النبيلة التي قدمها الأطباء، في أول شتم جماعي للموريتانيين من طرف هيئة نقابية مرخصة ولها رئيس تفترض فيه المسؤولية.

 

ودافع الأطباء عن زميلهم الموقوف "توري هامتي" بعد ضربه أحد المواطنين داخل مركز أمراض القلب، متهمين الشرطة بترك الجاني واعتقال الضحية حسب زعم البيان.

 

وفي البيان المسخرة قال الأطباء إن أنف المريض تصادف مع يد الطبيب – دون قصد- وبها خاتم من حديد، وهو سبب ما حصل له من جروح في الوجه، وأن الطبيب هو الذي تعرض للضرب من الرجل الذي كان يجري فحوصات طبية ويدعي أحمدو ولد محمد محمود.

 

واتهم الاتحاد الشرطة بخرق القانون، من خلال أخذ الممرض كما تأخذ الشياه دون استدعاء مكتوب،وتوقيفه بمجرد شكاية مواطن منه، دون مراعاة للاجراءات القانونية والإدارية العادية.

 

ولم تسلم ادارة مركز أمراض القلب من سهام الاتحاد، حيث اتهمها بالوقوف موقفا خجولا من القضية، والتهرب من المسؤولية، وعدم اجراء أي تحقيق اداري.

 

وتناقض الاتحاد في بيانه، حينما اقر بأن الأطباء – ومنهم قيادة الاتحاد- قدموا اعتذارهم للضحية عند منزل ذويه، وطالبوه بالصفح والسماح، معلنين استعدادهم تقديم ماتطلبه الأسرة والمريض الذي أصيب في الوجه جراء تصرف الطبيب.

 

ورغم الشتائم التي وجهوها للضحية والشرطة والإدارة ، فقد اعلنت النقابة عن استعدادها لأي حل ودي.

 

ويعتبر بيان الاتحاد اقرب إلي تدوينة فيسبوكية منه إلي بيان مؤسسة نقابية ذات تقاليد مهنية، بحكم اللغة المستعملة فيه، والتطاول علي ادارة المركز، والمجتمع الموريتاني عموما، واتهام الشرطة بخرق القانون، والضحية بالكذب والاعتداء علي الغير.

 

 

وهذا نص البيان :

 

إن الأمم التي لا تحترم حمائم الرحمة بل تعتدي عليهم بالضرب والشتم وهم يقدمون اغلي ما يمكن أن يقدمه الإنسان لأخيه الإنسان من إسعاف لهي أمم زائلة ولا تستحق أن يطلق عليها وصف أمة , كما أنها لا تستحق هذه الخدمات الانسانية النبيلة .

 

لاشك أنكم تابعتم مسلسل الاعتداءات الوقحة التي يتعرض لها من حين لأخر الأطباء والممرضون وعمال الصحة عموما حتى صارت عنوانا من عناوين المواقع وقد كان آخرها الاعتداء علي الممرض توري هاماتي  مساء الأربعاء الماضي 26 فبراير 2015 بالمركز الوطني لأمراض القلب وهو المعروف بأخلاقه العالية وتفانيه في عمله ولعل اكبر مفارقة أنه هو المعتدي عليه تم توقيفه بينما الجاني طليق يصدق فيه المثل المعروف " ضربني فبكى وسبقني فأشتكى ".

 

ونظرا إلي إننا في الاتحاد العام لعمال الصحة نحرص علي أن لا تضيع الحقائق في دخان العواطف وأننا لن نقبل بان يتم تحريفها عن طريق التهويل والتشويش فإننا نطلع الرأي العام علي ما يلي:

 

 أن المسمي أحمدو ولد محمد محمود قد جاء إلى مركز أمراض القلب وضاعت عليه بعض أوراق فحوصات وكان الممرض   توري في المداومة  وهو يقدم خدماته بكل سكينة ووقار  للمرضي وطالبه المراجع المذكور بان يعطيه أوراقه  ولا علاقة للممرض بها  ولما لم يستطع أن يقنعه بان هذه الاوراق المزعومة لا تعنيه ولا يعرف عنها أي شيء بادر هذا الشخص الي الممرض وأخذه من رقبته  وهو يرتدي بذلته الطبية  وخنقه , مما جعله في حالة دفاع عن النفس و حاول فك الخناق عن نفسه وللأسف الشديد  صادفت  يده وفيها خاتم  أنف هذا الشخص عن غير قصد ونكرر أسفنا التام لذلك فأصيب بجرح سطحي علي الأنف  وفي هذا الصدد فإننا  نطالب بالتحقيق والاستماع الي الشهود الذين كانوا حاضرين ليهلك من هلك عن بينة ويحي من حيي عن بينة .

 

 

إننا لم نلجأ إلى هذا التوضيح إلا بعد ان لاحظنا والأسف محاولة تحريف مسار هذه القضية عن الحل الودي حيث تم تشنيع الحادثة  وذلك عندما جاء الاتحاد امس الي المفوضية وطلب ان يقضي الممرض راحة الأسبوع عند أهله بضمان من أمينه العام  وهو إجراء روتيني للموقوف احتياطيا ولاكنا فوجئنا وللأسف أن هناك تحرك لأصحاب النفوذ والإصرار علي إرجاع الممرض إلي المفوضية بشكل تعسفي.

 

 

 

أن الممرض موظف للدولة يخدم في مكان عمله وتم الاعتداء عليه أمام الملإ والشهود في وضح النهار في مرفق عمومي وقد اخذ كما تأخذ الشاة بدون توجيه أي استدعاء مكتوب وقد تم توقيفه بمجرد شكاية  دون مراعاة المسطرة القانونية واستيفاء  الإجراءات الإدارية  كما أن إدارته كانت في موقف خجول تحت أثر التهرب من المسؤولية وضغط النفوذ وللأسف لم تتصرف بشكل مسؤول ولا أداري مع الحادث وإنما تصرفت كالمتحامل دون أن تقوم بتحقيق وتبليغ السلطات القضائية بالقضية لكي يتم اخذ الخيوط الاولي عن طريق اداري .

 

 

علي الرغم من أن الممرض هو المعتدى عليه فان قياداتنا في الاتحاد العام لعمال الصحة وأسرة الممرض بادروا في الساعات الأولي إلى منزل المريض المراجع وقدموا لهم مواساتهم واعتذروا  لهم وأعلنوا عن استعدادهم لجميع كل ما يطلبون لأن أي الشخص مريض والمريض عنده الحق أخلاقيا لا قانونيا حتى ولو كان جاني , وكرروا  اعتذاراتهم وطلب التسامح , لكن للأسف ظل الجاني  يماطل ويهول القضية ويستقوي بالتعاطف وأدبيات القادمين عليه !!!

 

 

علي الرغم من كل ما جري فإننا ما زلنا حتى الآن ننتظر رد المريض وذويه  ونحن مستعدون لأي حل ودي انطلاقا من أخلاقنا وقيمنا اللتين يحكمهما الدين الاسلامي الذي يرغب في التسامح وعدم الغوص في نزوات الأنفس وتحامل الشيطان  وهو عرف الاتحاد به في جميع الاعتداءات حيث يمنح الوقت الكافي لجميع تدخلات المصالحة والتي غالبا ما تتم بها مجمل القضايا  .

 

 

مطالبتنا المتكررة بتوفير الحماية المناسبة أثناء تقديم الخدمات.

 

لابد دائما من التذكير بسلسلة الاعتداءات السافرة والتي كان آخرها قبل هذه الحادثة , الاعتداء على طبيب و3 ممرضات في مستشفي الشيخ زايد من طرف نائبة ومرافقها و ضابط علي طبيب عام في مستشفي الصداقة وعسكري علي ممرضين في مستشفي التخصصات و عسكري علي طبيب أخصائي في مستشفي الشيخ زايد وآخر علي ممرض  في روصو و موفض شرطة على  طبيب عام بمستشفي الأمومة والطفولة و كما الاعتداء علي قابلة بالمركز الصحي بلكصر مع الكثير من الاعتداءات التي لا تخرج للأضواء.

 

   في الأخير فإننا سنظل من اكبر المساهمين في الاستقرار والإسهام في السلم الاجتماعي رغم هذه الاعتداءات المتكررة والممجوجة  وهذه المبادئ هي أهم الدوافع التي كانت وراء ضبطنا لأنفسنا امام هذا الاستهداف الغير مبرر و الذي لا يخدم بناء جسور الثقة بين المواطن واهم مقدمي الخدمات  في البلد  ويولد تساؤلا محيرا ومخيفا عن  تخلي الدولة عن حمايتنا كموظفين وفي مرافق عمومية ونحتفظ لأنفسنا بحق الدفاع عن منتسبينا واتخاذ كل الطرق القانونية النضالية التي تضمن العدالة  لهم ونهيب بكافة عمال الصحة برص الصفوف للدفاع عن النفس والحفاظ على المكاسب .

 

عاشت الوحدة العمالية والتضامن المهني .

عاش الاتحاد العام لعمال الصحة

الأمانة التنفيذية للإعلام و الاتصال - انواكشوط   1- مارس -2015