تواري زعماء المعارضة بموريتانيا عن الأنظار منذ بداية الشهر الفضيل، وسط حالة من الركود تجتاح البلاد منذ انتخابات يونيو 2014 والإعلان عن فوز رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز.
وشكل آخر يوم من شعبان فرصة لزعماء المعارضة من أجل الظهور في بيان مشترك لرفض نتائج انتخابات الرئاسة، والتأكيد علي وجود أزمة عميقة تهدد كيان الأمة الموريتانية بفعل الأحادية والتسيير.
ومع بداية الإعلان عن شهر رمضان أطل العقيد اعل ولد محمد فال أد المعارضين الجدد موجها كلمة للشعب، ومتوعدا ابن عمه الرئيس محمد ولد عبد العزيز الذي حمله تداعيات الوضع القائم بموريتانيا.
وحاول بيجل ولد حميد الظهور أكثر من مرة ضمن اطلالات خجولة، انتقد فيها قرار المجلس الدستوري القاضي بالحط من قيمته السياسية ،رغم أن النتائج التي حصد في البداية كانت هزيلة مقارنة ببقية المرشحين.
ولم يصدر أي تصريح من زعيم المعارضة أحمد ولد داداه طيلة الفترة الماضية،وتفرغ قادة حزبه للرياضة البدنية وحضور السهرات الثقافية بفنادق العاصمة نواكشوط.
وتواري قادة حزب تواصل عن واجهة الفعل السياسي، وبات مقر الحزب الأكثر حيوية بموريتانيا شبه مغلق بفعل هجرة كبار الحزب نحو الشمال، وركود حراك الشباب الذي توقفت أنشطته الرياضية في رمضان وتفرغ مجمل الفاعلين في المنظمة الشبابية للأكل ضمن حفلات يقيمها الحزب تشبها بما يحدث في الشرق الأوسط من إفطار جماعي للصائمين في مجتمعات مغلقة وتعمل في الغالب دون ترخيص.
وفي مقر حزب قوي التقدم يداوم أحد النواب السابقين علي زيارة المقر ومطالعة جديد المواقع الإخبارية، بينما تواري بقية قادة الحزب عن الواجهة تحت ضغط الواقع المعيشي وتكاليف الشهر الثقيلة.
أما حزب "إيناد" فقد ظل وفيا لحالته العادية وسط العام، حيث يفتح الأمين العام رق هاتفه كل صباح، ويغلقه عند النوم، أما المقر فمنذ مغادرة رئيس الحزب إلي فرنسا وهو شبه مغلق.
وأجبرت الخلافات والفضائح رموز حزب المستقبل علي الظهور في قاعة معدة للحفلات علي شارع نواذيبو (لاكاز)، وسط تبادل للتهم والشتائم بين قادة الحزب، ونبش ملفات العمالة لرجال الأعمال وبعض الموظفين الكبار في الدولة من طرف رئيس الحزب ورئيس مجلسه الوطني.
أما بقية رموز المعارضة فقد صفدوا مع بداية الشهر الفضيل في انتظار عيد الفطر وتنصيب الرئيس.