قال المفكر الإسلامى البارز محمد ولد المختار الشنقيطي إن مشكلتنا اليوم ليست خروج جماعات على السلطة بل خروج السلطة نفسها على المجتمع.
وتابع قائلا " إن خروج الحاكم على الأمة هو مشكلتنا اليوم وليس خروج الأمة على الحاكم ، لأن
الفقه الإسلامي القديم للأسف متحيز للسلطة على حساب الشعب ولذلك باب البغاة في كتب الفقه دائما يستثني الدولة ولو فعلت كل الأفاعيل لا تسمى باغية فالحجاج بن يوسف في كل مصائبه لا يسمى باغيا لكن الجماعات التي خرجت على الحجاج تسمى بغاة".
وقال الشنقيطى فى ندوة تناقش إشكالية الخروج على السلطة إن" الفقه الموروث عندنا يتحكم فيه هاجس المحافظة على وجود الدولة يرمي كل خارج على الدولة بالبغي وهذا ليس هو المنطق القرآني فالمتطق القرآني هو " وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا " يمكن أن يكون الحاكم وجماعته منهم ، وقد يكونوا هم البغاة وذلك هو الغالب لأن عندهم الوسائل والدوافع و الإستكبار ".
وقال الشنقيطى إننا نحتاج إلى التحرر من النزعة الإعتذارية والتسويقية ، فنحن لسنا بحاجة إلى تسويق التاريخ الإسلامي وما حدث فيه فنحن ملزمون بالوحي لا بالتاريخ ولسنا بحاجة إلى الإعتذاريات أيضا من الذين يريدون أن يحشرونا في الزاوية وكأنه كله صيغة سلبية على طول الخط
ونحتاج أن نعرف أن المواعظ لا تغير موازين الحياة، فالحياة في النهاية والسياسة تحديدا عبارة عن مواقف وموازين قوى وليست مواعظ".
فهم العنف فى سياقاته
وأكد الشنقيطى أن" الأمة بحاجة إلى فهم العنف في سياقاته السياسية والإجتماعية فالهمجية المسلطة على هذه الأمة أو على مجتمعاتنا سواء من حكامنا او من ظهيرهم الدولي هي التي حولت الشباب الشامي إلى هذا المستوى من الهمجية لأنهم عاشوا الهمجية ورأوها ومن هذه الهمجية همجية الحضارة نحن نتحيز لهمجية الإنسان المتحضر وندين همجية الإنسان المسكين الفقير، إذا نحن نحتاج معايير أخلاقية منضبطة فليس العنف الذكي أفضل أخلاقيا من العنف الغبي والعنف الذي تقوم به دولة ليس أفضل أخلاقيا من العنف الذي يقوم به أفراد فنحتاج إلى معايير أخلاقية منضبطة نلتزم بها في حكمنا ونحتاج إلى أن نعرف أن المفتاح لكل هذا هو العدل فمن غير كرامة الإنسان ومن غير تحقيق العدل في هذه المجتمعات سيستمر العنف سواء جاء بلغة دينية او جاء بلغة يسارية في بعض المجتمعات الأخرى الأسباب هي الأسباب فتش عن الظلم ومن يساعد الظلم ومن يظهر الظلم" .