تنظر دول الساحل بقلق بالغ لما تعيش الجارة مالى من اضطرابات سياسية تهدد مصير الدولة المالية بالكامل، وتنذر بتحولها إلى دولة فاشلة، وهو ما ينذر بتصاعد الأزمة السياسية والأمنية بالساحل بشكل عام.
وتعتبر موريتانيا أقرب دول المنطقة جغرافيا وتاريخيا إلى الصراع الدائر، وتربطها حدود بالغة التعقيد مع باماكو، مما يجعل استقرار الجمهورية المالية أولوية لدى صناع القرار أو هكذا يجب أن يكون، بحكم التداعيات الخطيرة لأي انهيار محتمل للسلطة المركزية فى باماكو، بعدما خسر القصر نفوذها فى الشمال لصالح الأزواديين وبعض الحركات الجهادية المغاربية.
ورغم القلق الذى أبدته دول الساحل فى اجتماعها الأخير ، إلا أن القادة تركوا الرئيس بوبكر كيتا فى مواجهة الجماهير ، دون وساطة أو محاولة مهما كان نوعها لنزع فتيل الأزمة السياسية والدستورية بالبلاد.
ويظل خيار ارسال موفد الى باماكو من قبل الرئيس محمد ولد الشيخ الغزوانى هو الخيار الأسلم، خصوصا بعدما شعرت الأطراف بخطورة الذهاب إلى التصعيد وترك الأمور للجماهير وقوى الأمن من أجل حسم الصراع الدائر على السلطة والنفوذ.
ويستحسن أن يكون الوسيط علاقة بالزعيم الصوفي البارز محمدو ولد الشيخ حماه الله أو قائد الحراك الإمام محمد ديكو، مع قدرة على إقناع النخب بضرورة التفاوض والحوار وحسم الأمور دون اللجوء للشارع أو السلاح.