الحمد لله القائل في محكم كتابه: (وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه) والقائل:(وأنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول رب لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين ولن يؤخر الله نفسا إذا جاء أجلها والله خبير بما تعملون) وصلوات الله وسلامه على نبينا القائل حسب ما اتفق عليه الشيخان من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: (ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينز لان فيقول أحدهما اللهم أعط منفقا خلفا ويقول الآخر اللهم أعط ممسكا تلفا).
أما بعد؛ فمن باب قوله صلى الله عليه وسلم حسب ما رواه مسلم من حديث أبي مسعود: (من دل على خير فله مثل أجر فاعله) وفي رواية للترمذي: (الدال على الخير كفاعله) ومن باب قوله صلى الله عليه حسبما اتفق عليه من حديث النعمان بن بشير: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى)،
أقول: قد اتصل بنا الأخ في الله تعالى السيد المسمى: (محمد يسلم ود عبد الله) وأخبرنا عن مبادرة يدعو إليها لصالح المصابين بمرض السرطان بعد أن اطلع من خلال زيارته لهم على ما يعانون من شدة المرض وشدة الحاجة، وانطلاقا من أن مواساة المضطر انعقد الإجماع على أنها فرض كفاية إذا حصل المطلوب بقيام البعض بها، وأنها فرض عين إذا لم يحصل المطلوب إلا بقيام الجميع بها أدعو الجفلى إلى مد يد المواساة والمساعدة حتى تتحقق أهداف هذه المبادرة، كل يقوم بما يناسبه ويتقي الرقيب ير اقبه مذكرا بقوله تعالى: (يأيها الذين أمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم) وقوله تعالى: (استجيبوا لربكم من قبل أن يأتي يوم لا مرد له من الله ما لكم من ملجا يومئذ وما لكم من نكير)، والنصوص من محكم كتاب الله تعالى وصحيح سنة نبيه صلى الله عليه وسلم في الحث والحض والتر غيب في المواساة والمساعدة حسب الإمكان للمحتاجين والمضطرين عموما وللمرضى خصوصا أكثر من أن تحصر وهي معروفة مشهورة.
وفق الله الجميع لما فيه رضاه، وشفى المرضى، ورفع الوباء وجميع المكاره، وكشف الغمه، ورحم الأمه، إنه ولى ذلك والقادر عليه.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيرا.
قاله وأملاه/ المفتي العام وإمام الجامع الكبير: أحمد المرابط بن حبيب الرحمن