قرأت المقابلة التي أجرتها مجلة جون أفريك مع رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني، ولفت انتباهي فيها حجم المعطيات والأرقام المتعلقة بقطاعات مهمة وبشركة اسنيم ومستقبل الغاز، ولكنني توقفت عند ثلاث إجابات أنقلها بنصها مع بعض التعليق:
1 - عن سؤال حول الاستمرار في الثقة في رجال النظام السابق أجاب الرئيس: " نحن لا نستبعد الرجال والنساء لمجرد أنهم عملوا في وقت معين مع أحد أنظمتنا القديمة، هذا لا يمنعنا من تقديم وجوه جديدة وهو ما نواصل القيام به "
2 - حول موضوع الحوار قال الرئيس: " عندما نتحدث عن الحوار، يحصل الاعتقاد بأننا نواجه أزمة، لكن هذا ليس هو الحال في موريتانيا، لقد قمنا بالانفتاح على المعارضة والمجتمع المدني وهذا مكن فعلا من تقديم رؤى وبرامج مختلفة، بدلا من حوار يجب علينا أن ننظم تبادلات رأي (مشاورات) وأتمنى أن نخرج باستنتاجات إيجابية، والتي لن يكون هناك مانع من تطبيقها"
3 - حول إمكانية التقارب مع إسرائيل قال الرئيس: "مطلوب منا أن نأخذ في الاعتبار إرادة الشعب الموريتاني المرتبط بشدة بالقضية الفلسطينية، ويعتبر أنه لا حل بدون دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية، وأنه يجب على الشعب الفلسطيني أن يحصل على حقه في الاستقلال، وإقامة دولة ذات سيادة، إنها مسألة عدالة" .
أما ملاحظاتي فألخصها في:
1 - المقاربة في التعامل مع إشكال الاستعانة بالسابقين، مقاربة واضحة وسليمة، فقط يحتاج الإتيان بالجدد إلى تسريع وتوسيع، ويحتاج الاحتفاظ بشخصيات المرحلة السابقة أن يتخير أحسنهم ويتجنب من تحوم حوله الشبه.
2 - صحيح نحن في موريتانيا لا نعيش أزمة، ولسنا في وارد الحوارات الوطنية التي تجري في مثل هذه الحالات، غير أن هذا لا يعني رفض مصطلح الحوار، فهو الأكثر تعبيرا عن المشاورات السياسية التي أصبحت ملحة ومستعجلة، مع أنه لا مشاحة في المصطلحات، والأهم هو المضمون والمحتوى.
3 - فعلا قضية فلسطين قضية عدالة، والتناغم بين الموقف الشعبي والموقف الرسمي مكسب وطني يستحق الحماية، وما بعد ذلك تفصيل يسوغ فيه التباين.
على سبيل الخلاصة كانت مقابلة موفقة تميزت بالدقة والتركيز.