لكل رأيه وتقييمه لسنتي حكم رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني المنقضيتين، وكان واضحا أن في الأمر طرفين ووسطا، أما الطرفان فأحدهما لا يرى إلا الإنجازات ويقابله الآخر الذي لا يرى إلا الإخفاقات، وبينهما من لا يريد حرمان النظام من مكاسب حققها، ولا ينزهه عن أخطاء ارتكبها.
هذا نقاش معقول مهما بدت المبالغة هنا وهناك، غير المعقول أو بالأحرى غير المفهوم هو استعمال لغة تنتمي إلى أجواء الصراع الحدي، واستدعاء مصطلحات الاستقالة والفشل، وطرح قضايا تمس صميم التعايش الوطني على نحو مستفز هو إلى الإثارة أقرب.
حري بالقوى الوطنية أن تستحضر ظروف البلد والأجواء المحيطة به ومستوى السيولة الملاحظة في قضايا الاستقرار في العالم، ولا يقتضي ذلك بالضرورة السكوت عن شيء أو أشياء ولكنه يقتضي لغة وجوا لم نندم عليهما بعد، ولسنا في وارد خلافهما من لغة الاتهام والتخوين وجو الحدية والتشنج.
يحق لنا أن نطالب بالحوار وأن نعتبر مصطلح الحوار هو الأدق في التعبير عما تحتاجه الساحة السياسية الوطنية، دون أن نقر بأزمة غير موجودة، واشتراطها لتنظيم الحوار أمر غير مسلم به.
ويبقى ما طرح أخيرا بأن قبول المعارضة لمصطلح التشاور يلزم أن يقابله أن يكون المضمون مضمون الحوار بكل عناوينه المعروفة، طرحا ذا حظ من النظر.