"نواجه ضغوطا غير مسبوقة فى فصل الصيف، بفعل الوافدين على المدينة من كل أنحاء البلد، والجوار الإقليمي، وتبعات الدورة الجنائية نهاية السنة القضائية ، لكننا تمكنا من تسيير الأمور بشكل سلس، ولاتوجد لدينا جريمة واحدة مسجلة ضد مجهول، وندير الأمن فى الشامى بسلاسة، رغم وجود آلاف المنقبين والعمال والمستثمرين بالمنطقة".
بهذه الجمل رسم المدير الجهوى لولاية داخلت نواذيبو المفوض الرئيسي السفير ولد أحمد ولد الطلبة واقع الأمن بكبرى مدن الشمال الموريتانى خلال لقاء خاص مع موقع زهرة شنقيط.
يقول المفوض الرئيسى - وهو يستحضر الظروف الصعبة لجهاز الشرطة خلال الفترة الماضية- نحن الآن فى وضعية مختلفة، لقد عادت الحياة لجهاز الشرطة عبر اكتتابات نوعية بعد 8 سنين من التوقف عن أي اكتتاب داخل سلك الضباط والوكلاء، وهنالك دعم مستمر لمجمل الإدارات الجهوية للأمن، وحيوية كبيرة فى العمل، والشرطة بتجربتها وخبرة عناصرها قادرة على ضبط الأمن وفرض احترام القانون، إذا وفر الدعم الكافى كما هو حاصل الآن، وكانت الصلاحيات الممنوحة بحجم التكليف المنتظر.
يعتبر المفوض الرئيسى ولد أحمد الطلبه زيارة وزير الداخلية الدكتور محمد سالم ولد مرزوك والمدير العام للأمن الفريق مسغارو ولد سيدى قبل أشهر للعاصمة الإقتصادية نواذيبو بأنها تتويج لمسار من الإهتمام يلحظه الجميع دون عناء كبير، ويؤكد أن النتائج المسجلة جد طيبة، وأن سكان العاصمة الإقتصادية وضيوفها يشعرون أكثر من غيرهم بحجم السكينة والأمن المفروض، معربا عن تقديره لكل الضباط والوكلاء الذين واجهوا تعقيدات الوضع بكثير من الحيوية والإنضباط والتضحية لينام المواطن وهو مطمئن للأمن الموفر له داخل المدينة أو خارجها.
ويقول المفوض الرئيسى إن الحوادث المسجلة سابقا فى العاصمة الإقتصادية نواذيبو، كان الأمن قد أحال مرتكبيها للأجهزة القضائية المختصة فى الوقت المناسب، معربا عن أمله فى تعزيز التعاون بين الأجهزة الأمنية والقضائية والحد من الإفراج المؤقت عن المحالين فى قضايا انحراف أو سطو، وتأسيس إصلاحيات داخل مختلف السجون، لأن بعض المجرمين يحال إلى السجن فى قضايا سرقة، أو اغتصاب، أو نشل، أو عنف، ثم يفرج عنه بعد سنة أو سنتين دون تأهيل، ليعود إلى عالم الجريمة من بابها الوسع، مستدلا بحالة أحد المشمولين فى ملفات القتل، حيث أحيل ثلاث مرات خلال سنة واحدة إلى العدالة فى قضايا سرقة وتهديد بالسلاح الأبيض، ليحال فى الفترة الأخيرة إلى العدالة بتهمة القتل العمد فى جريمة صادمة لكل من تابعوها.
ويرى المفوض الرئيسى ولد أحمد ولد الطلبة أن العاصمة الإقتصادية عادت الحياة فيها الآن إلى طبيعتها الأولى ، وتراجع الضغط الذى كانت تعيشه الأجهزة الأمنية خلال الأشهر الماضية، بفعل وجود آلاف المصطافين فى نواذيبو من داخل البلد، ومن المناطق الصحراوية، كما أن الخدمات المقدمة للسكان يمكن القول بأنها جيدة، وخصوصا المياه والكهرباء، وهو ما يشكل عوامل مساعدة للأجهزة الأمنية المكلفة بالضبط وإنفاذ القانون.
وحول إدارة الوضع بالشامى نبه المفوض الرئيسى إلى الخصوصية الحالية للمدينة، بحكم أنها تشكل استنثاء من كل مدن البلاد ، من حيث حجم العمالة والإستثمار، والعمال الذين ينحدرون من أكثر من جنسية إفريقية، ناهيك عن الآلاف من أبناء البلد، ومع ذلك لم تسجل فيها أي جرائم خلال الفترة الماضية، والأمن يتابع الوضعية بشكل مستمر، وهنالك إجراءات جديدة لتفادى دخول شبكات بيع وتوزيع المخدرات إلى المنطقة، وقد تم ضبط ثلاثة أشخاص قبل يومين، ولديهم واحد اغرام من الحشيش، وهي أول جريمة تسجل بالمقاطعة من هذا النوع منذ بداية التنقيب عن الذهب بالشامى.
ودعا المفوض الرئيسى السفير ولد أحمد الطلبه السكان إلى التعاون، ومحاربة بعض العقليات الغريبة، كالسماح للقصر بتأجير المنازل بدعوى المراجعة، أو السماح للمراهقين بحمل الأجهزة الإلكترونية الثمينة فى الشوارع، أو تمكين التلاميذ الصغار من السيارات الفارهة، مؤكدا أن بعض المسلكيات المذكورة ساهمت فى جرف البعض إلى عالم الانحراف وعرضت حياة البعض للمخاطر، وأفسدت العديد من أبناء المجتمع، وجعلت فلذات الأكباد عرضة لبطش العصابات الإجرامية و بعض المنحرفين الباحثين عن المال بأي طريقة.
# زهرة شنقيط
# تابعونا