تتهيأ النخب السياسية الوطنية للمشاركة في الأيام التشاورية المرتقبة، والتي تأتي في ظرف استثنائي يسوده الهدوء السياسي و تملؤه الثقة المتبادلة بين المعارضة والموالاة لأول مرة في تاريخ الجمهورية، وهو ما سينعكس -حتما- بصفة إيجابية على النقاشات ويطبعها بالجدية والعقلانية للوصول إلى مخرجات توافقية تسد الثغرات و تعزز المسار الديمقراطي للبلد.
و لم يأت الأمر اعتباطيا ولا نتيجة أزمة سياسية خانقة؛ بل إن الحكمة السياسية والقيادة الرشيدة للسيد الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني خلقتا إمكانية التواصل وأسستا لمبدإ التشاور بين الفرقاء السياسيين، و هو الأمر الطبيعي الذي عجزت عنه أنظمة سابقة اختارت الصدام وإقصاء المخالف في الرأي والمنهج.
و حرصا منا في تيار مواطنون على مصلحة البلد، وإيمانا منا بضروروة التواصل والتشاور مع مختلف الأطياف لنجد الفرصة سانحة بأن نثمن الخطوة ونعضدها باستعدادنا التام للمشاركة سبيلا إلى تلطيف المناخ السياسي وتمهيد أرضية البناء من أجل سيادة العدالة الاجتماعية و تطوير المنظومتين القانونية والإقتصادية للبلد.
ولذلك نضع كافة منتسبينا من أطر أكفاء و قواعد شعبية فيما يقتضيه الواجب الوطني من مشاركة فعالة، وما تمليه الضرورة السياسية من تنازلات خلاقة.
إننا في هذا التيار لم نأل جهدا في الدفاع عن المشروع الطموح الذي على أساسه انتخبنا السيد الرئيس، و كنا سباقين دائما إلى تثمين كل خطوة على طريق الإصلاح و دحض كل زيف يحاول أعداء التنمية التشويش به على برنامج “تعهداتي”
و هنا لا يسعنا إلا أن نقدر عاليا كل الجهود الإصلاحية التي قيم بها، و خصوصا تلك الإجراءات ذات الطابع الاجتماعي المخفف من وطأة المعاناة التي يعيشها طيف واسع من المواطنين .. وقد تمثل ذلك في تأمين ٦٠٠ ألف شخص و مضاعفة المعاشات و توزيع القطع الأرضية على الكثير من المعوزين و تدخل تآزر في المناطق الهشة و استحداث مركزية للشراء والتموين …الخ
و أملنا كبير في مضاعفة الجهود المبذولة من أجل رفع المستوى المعيشي للمواطن بصفة عامة.
و في الأخير فإننا في تيار مواطنون نجدد دعمنا للسيد الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني و استعدادنا للمشاركة الفعالة في الأيام التشاورية المرتقبة.
تيار مواطنون
انواكشوط بتاريخ 2021/10/26