دشن رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزوانى، اليوم الثلاثاء، المقر الجديد للجمعية الوطنية ( البرلمان الموريتانى) ، والذى يعتبر أكبر منشأة عمومية بتاريخ الجمهورية الإسلامية يتم بنائها منذ الإستقلال عن فرنسا 1960.
وترأس رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزوانى فعاليات التدشين، بحضور رئيس الجمعية الوطنية الشيخ ولد بايه، وأعضاء الحكومة وقادة الأجهزة الأمنية والسفراء ونواب الجمعية الوطنية، ورؤساء المؤسسات الدستورية بالبلد.
ويعتبر البرلمان من أول المشاريع التى وضع رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزوانى حجرها الأساس، بعد أول عيد استقلال يترأسه منذ انتخابه رئيسا للجمهورية يونيو 2019.
ويضم الطابق الأرضي بالمقر الجديد ، 10 غرف للجان، و 10 مقصورات للترجمة و 10 مكاتب لرؤساء اللجان، و38 مكتبا للنوابـ، و6 مكاتب للمسؤولين، وغرفتين للطعام ومثلهما لكبار الشخصيات.
فيما يتكون الطابق الأول والمتوسط من مكتب للرئيس، و63 مكتبا للنواب، و41 مكتبا للإدارة و4 غرف تقنية إضافة إلى 4 مكاتب لنواب الرئيس.
أما الطابق الثالث فيضم مكتبا لنائب الرئيس، و32 مكتبا للنواب، و16 مكتبا للإدارة و4 غرف تقنية هذا بالإضافة إلى طرق ومواقف للسيارات.
كما يضم المبنى الجديد مباني إضافية ومساجد وطرق، ومواقف للسيارات وإقامة للحرس.
وكان رئيس الجمعية الوطنية الشيخ ولد بايه قد قاد إصلاحات مهمة داخل البرلمان الموريتانى منذ انتخابه رئيسا له فاتح أكتوبر 2018، عززت من استقلالية الجمعية الوطنية وفرضت احترامها.
كما أعاد توزيع الأدوار داخل البرلمان ، وفعل لأول مرة مجمل النصوص القانونية الناظمة له، وتعامل مع الفرق البرلمانية دون تمييز ، وتعامل مع الأغلبية والفرق المناوئة لها بمنطق الرئيس، المسؤول عن تسيير الجميع دون تمييز أو انحياز.
أمن رئيس الجمعية الوطنية الشبخ ولد بايه سير لجان التحقيق داخل البرلمان دون توجيه أو تدخل من السلطة التنفيذية، وضمن استقلالية لجان التفتيش والمحاسبة داخلها، وحسن من وضعية النواب المادية، عبر ضخ زيادات مفاجئة للنواب خلال السنتين الماضيتين، وأقر توجيه بعض الأموال المتبقية من ميزانية الجمعية الوطنية فى العام الأول لتأثيث منازل بعض النواب من غير التجار، لضمان صورة مقبولة عن النائب البرلمانى داخل جيرانه ومحيطه، وزواره من دائرته الإنتخابية، بدل تبديد الأموال فى إكراميات الرئيس وبعض المحيطين به.
وشكلت السنوات المنصرمة من فترة تسيير الرجل للجمعية الوطنية فرصة لكسب المزيد من الهدوء داخل الساحة المحلية، مع تسبير الجلسات بقوة، وضبط إيقاع حركة بعض النواب، كلما حاولوا الخروج عن المألوف من القول داخل البرلمان، دون صدام مخل بوقار الجمعية الوطنية، أو ترك الحبل على الغارب، لمن يحاولون استغلال المنبر لإثارة المتاعب للآخرين خارج أوجه النقاش المعهودة أو المواضع المطروحة للنقاش.
وقد ساهمت العلاقة المتميزة بين رئيس الجمعية الوطنية ورئيس الجمهورية فى القيام بالعديد من الإصلاحات، حيث حافظ ولد بايه على موقعه كأحد أبرز رموز الأغلبية الداعمة للرئيس محمد ولد الشيخ الغزوانى، وأحد المنحازين إليه فى مجمل المحطات السياسية ، منذ أعلن دعمه لترشحه فى مؤتمر مشهود لنواب الأغلبية بفندق الأجنحة الملكية (سنة 2019).
ويرتبط رئيس الجمعية الوطنية الشيخ ولد بايه بعلاقة وطيدة مع رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزوانى ، قال ذات يوم إنها علاقة تربوا على أربعة عقود من العمل المشترك داخل أقسام التعليم، وثكنات الجيش ، وإن أهم ما ميزها هو ثقته المطلقة فى مايقوله الرجل ، وصدقه فى التعامل مع الغير، وتسييره لعلاقاته بالآخرين رغم كل المحطات الصعبة بمنطق مسؤول ومحترم.