قال وزير التجهيز والنقل، محمدو أحمدو أمحيميد، إن توسعة ميناء نواكشوط تشكل مشروعا ضخما لتطوير هذا الميناء وتعزيز مستواه التنافسي مع الموانئ المجاورة في غرب وشمال إفريقيا.
وأضاف في خطاب ألقاه خلال حفل تدشين التوسعة الجديدة ، إن الرصيف الجديد يندرج في إطار برنامج فخامة رئيس الجمهورية الطموح، الذي فتح عهدا جديدا من التنمية المتوازنة والمدروسة القائمة على اعتبار الأولويات الاقتصادية لبلادنا والتي حرصت حكومة معالي الوزير الأول السيد محمد ولد بلال مسعود، على تنفيذها بفعالية طبقا للتوجيهات والتعليمات التي حددتموها.
وهذا نص الخطاب :
"أتشرف اليوم بالوقوف أمامكم اليوم فخامة الرئيس ونحن في غمرة الاحتفالات المخلدة للذكرى 61 لعيد الاستقلال الوطني لأتقدم لكم ولكافة افراد شعبنا باحر التهاني وأطيب التبريكات، راجيا من المولى عز وجل أن يعيدها علينا جميعا في جو من الوئام الاجتماعي الذي جعلتم منه الشرط المبدئي لإمكان تحقيق المعاني والدلالات السياسية والثقافية والاقتصادية المستخلصة من تخليد ذكرى الاستقلال.
ولأستحضر معكم أن هذا الشرط تحقق خلال الفترة المنقضية من مأموريتكم الميمونة من خلال العناية الفائقة التي أوليتم للفئات الاجتماعية الهشة والجهود الكبيرة التي بذلت الحكومة تنفيذا لبرامجكم الرامية إلى محاربة كل أشكال الغبن والإقصاء من توفير التأمين الصحي لأكثر من 600 ألف فرد وتوفير التأمين الصحي والضمان الاجتماعي لأكثر من 2400 حمال وأسرهم وتعزز تحقيق هذا الشرط من خلال المشروع المجتمعي الذي تضمنه خطابكم التاريخي بمدينة ودان الذي أسس لدولة المواطنة الحقة التي اعتبرتموها الضمان لحماية الفرد وصون كرامته وحقوقه.
فخامة رئيس الجمهورية
بتحقيق وتعزيز هذا الشرط المبدئي، توطد المعنى السياسي لذكرى الاستقلال من خلال إرساء جو التهدئة بين كافة الفرقاء السياسيين وخلق مناخ ملائم للتشاور حول كل المواضيع الوطنية الذي دعوتم له كل الفرقاء السياسيين وأكدتم أنه لن يستثني أحدا، ولن يحظر فيه موضوع سبيلا للتوصل إلى أمثل الحلول الممكنة في مواجهة مختلف التحديات وإلى بلورة رؤية وطنية للقضايا التي ظلت مثار خلاف سياسي خلال الحقب الماضية، وبتحقيق وتعزيز اللحمة والوئام الاجتماعيين الذين يكون فيهما كل إسهام فردي إثراء جماعيا، يتجسد المعنى الثقافي لاستقلالنا الوطني من خلال ما قدم مبدعونا من إنجازات ثقافية وإبداعية ظهرت في أبها تجلياتها من خلال مهرجان مدائن التراث الذي كان مزيجا بين الإبداع الثقافي والإنماء الاقتصادي تعزيزا لرؤيتكم الهادفة إلى ترسيخ التنمية المحلية.
وبتحقيق وتعزيز اللحمة والوئام الاجتماعيين يتفيأ الموريتانيون اليوم كأسرة واحدة ظلال ذكرى وطنية خالدة بتحقيق مفهومكم يا فخامة الرئيس للاستقلال الذي هو حضاري متكامل ذو معنى اقتصادي يتمثل في النهوض بالبلاد اقتصاديا ويجعل الثقة بالمستقبل والتفاؤل يتجددان في ظل تحولات بنيوية عميقة في الاقتصاد والاستثمار والانتاج وإقرار رزمة القوانين والتشريعات التي تجذب الاستثمار وتعود بالفائدة والنفع على المواطن الموريتاني.
فخامة رئيس الجمهورية،
وفي إطار تعزيز المعنى الاقتصاد ي لذكرى الاستقلال الوطني، ها أنتم تشرفونا بإشرافكم شخصيا على حفل تدشين رصيف الحاويات بميناء نواكشوط تنفيذا لرؤيتكم السامية التي تقوم على اعتماد موانئنا كرافعة اقتصادية تواكب التوجه العالمي لتتحول إلى محطة أساسية من محطات الطرق السيارة البحرية والتي تعتمد مقاربة جديدة تهدف الى تحسين الاداء بموانئنا و الى خلق قيمة مضافة بالنسبة للفاعلين في قطاع موانئنا والى تعزيز القدرة التنافسية بالنسبة لاقتصادنا الوطني، وهي الرؤية التي حرصتم من خلالها وبشكل دؤوب على الاعمار والبناء من أجل تنمية البلاد وتعزيز ازدهارها وتطوير بنيتها التحتية، وقد حرصت الحكومة على أن يتم هذا المشروع في الآجال المحددة له سلفا، ليكون إضافة نوعية طالما تم انتظارها لتطوير استيعاب مناء نواكشوط المستقل وجعله اكثر تنافسية.
يندرج رصيف الحاويات الذي تدشنونه اليوم في إطار برنامجكم الطموح الذي فتح عهدا جديدا من التنمية المتوازنة والمدروسة القائمة على اعتبار الأولويات الاقتصادية لبلادنا والتي حرصت حكومة معالي الوزير الأول السيد محمد ولد بلال مسعود، على تنفيذها بفعالية طبقا للتوجيهات والتعليمات التي حددتموها.
تحتوي المحطة على خط رصيف بطول 570 مترا وعمق مياه 14.7 مترا قادرة على استيعاب سفن الحاويات التي يصل طولها إلى 250 مترا مع حمولة 7000 حاوية في المرة الواحدة. سيسمح الرصيف المختلط من جهة أخرى باستقبال الناقلات التي تبلغ حمولتها 50 ألف طن مباشرة في نواكشوط مما سيقلل من فاتورة الطاقة في البلاد ويؤمن إمدادها كما تحتوي المحطة على جسرين للرصيف ومعدات مناولة عصرية مما سيحسن وتيرة المناولة في الميناء. وستوفر المحطة أيضا 500 وظيفة مباشرة خلال مدة الامتياز.
فخامة رئيس الجمهورية
إن إنجاز هذا الصرح العملاق ما كان ليتم بشكله الحالي والمتوازن لولا المفاوضات التي قادتها بتوجيهات سامية من فخامتكم في إطار حرصكم على وضع إطار تشاوري شفاف بين القطاعين العام والخاص، لجنة وزارية بإشراف من معالي الوزير الأول مع شركة(Arise Mauritania) التي أختتمت يوم الجمعة 25 سبتمبر 2020 في جو اتسم بالثقة المتبادلة وبحرص كل الأطراف على تقاسم الفوز، بتوقيع الملحق رقم 1 للاتفاقية المتعلقة بمحطة الحاويات والذي تم فيه تحقيق الإنجازات والتوازنات الرئيسية التالية:
- تم تخفيض مستوى الاستثمار الأولي لصاحب الامتياز بعد تحليل فاتورة الكميات وتقديرات الأعمال من 390 مليون دولار إلى 320 مليون دولار أمريكي وينسجم هذا المبلغ مع التقديرات المختلفة التي قدمتها تقييمات الخبراء التي أجرتها الإدارة،
- تم تحمل صاحب الامتياز لضريبة القيمة المضافة خلال مرحلة البناء والمقدرة ب 30 مليون دولار أمريكي بعد أن كان معفيا منها بموجب الاتفاق الأصلي.
- تم زيادة معتبرة في الإتاوات مما سيمكن الخزينة العامة للدولة من زيادة مداخلها من استغلال الرصيف بما يناهز157 مليون دولار مقارنة بالاتفاق الأصلي،
- تم تحديد مجال الاتفاقية على الأنشطة المتعلقة بالحاويات وتفريغ المواد الهيدروكربونية على أن تبقى الخدمات المقدمة للسفن (على وجه الخصوص الإرشاد والقطر والإرساء) من اختصاص ميناء نواكشوط المستقل.
- مكنت مراجعة الاتفاق من تقليص الحصرية من 30 عاما إذ تم ربطها بعدد الحاويات المعالجة حيث تنتهي الحصرية بمجرد معالجة 450.000 حاوية مكافئة لعشرين قدما عامين متتاليين
- سمحت المفاوضات بتخفيض بين لمستوى التعريفة وبالتالي ، فإن هذا التعديل سيمكن من الحفاظ على الانسجام مع سقف تكلفة عبور الميناء للبضائع المعمول به حالياً مما يجنب مخاطر ارتفاع الاسعار، خاصة بالنسبة للمنتجات الغذائية المجمدة .
فخامة رئيس الجمهورية
إن رصيف الحاويات، يشكل مشروعا ضخما لتطوير ميناء نواكشوط المستقل وتعزيز مستواه التنافسي مع الموانئ المجاورة في غرب وشمال إفريقيا، كما أن هذا المشروع من شأنه أن يسمح بتوسيع القدرة الاستيعابية للميناء من البضائع وتفريغها بشكل أكثر سرعة وديناميكية وفقا لأحدث المعايير العالمية للتفريغ، وهو بذلك سيسهم - دون شك - في تعزيز مداخيل الميناء وزيادة الواردات ومداخيل البلاد من العملة الصعبة من خلال الصادرات .
إن رصيف الحاويات، بقدر ما يشكل صرحا من صروح التنمية في بلادنا، فإنه يتناغم مع وتيرة المشاريع المنجزة أو تلك التي هي قيد الإنجاز في مجال البنى التحتية، حيث حرصتم يا فخامة رئيس الجمهورية على تحويل البلاد إلى ورشة عمل، فتم إطلاق الأشغال في جسر روصو وجسرين في مدينة نواكشوط وتم إنجاز ما يزيد على 500 كم من الطرق الإسفلتية، وتجري الأشغال حاليا في إنجاز ما يزيد على 400 كم من الطرق المعبدة بمعايير جودة عالية وتتقدم مساطر الصفقات العمومية لإنجاز ما يناهز 600 كم من الطرق. إن هذا التوجه الذي لا تخطئه العين، يعبر عن رؤية تنموية تحرصون باستمرار على تطبيقها، لرفع مستوى موريتانيا والارتقاء بها إلى مصاف الدول المتقدمة، وتوفير سبل العيش الكريم لشعبها.
وفي الختام، لا يسعني إلا أن أهنئكم يا صاحب الفخامة على اكتمال هذا المشروع الحيوي لميناء نواكشوط وللاقتصاد الوطني بشكل عام، و أعبر لفخامتكم عن امتناني لإشرافكم الشخصي على تدشين هذا النشاط، و الذي يدل على عنايتكم الدائمة بقضايا التنمية الوطنية والاعمار والازدهار.
أشكركم والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته".