بلاد ثورة المليون ونصف المليون أخت شقيقة لبلاد المليون شاعر، والألف منارة..
ساهمت الدماء التي لا تستحيل ماء والدين واللغة والثقافة والجيرة في صهر العلائق وتوطيدها.
الانتماءات البشرية المتداخلة، والسحنات المتشابهة، ومخارج الكلم المتقاربة، ليست إلا ملامح على كينونة عمرها آلاف السنين.
وعلى الدوام كانت خاصرة بلاد شنقيط تألم إذا ما ناب الجزائر ألم، وكانت جبال الأوراس والهكار تبيت تقاسي الأمرين إذا ما شوكة أصابت الأهل في موريتانيا.
هو دم ودين وعهد تركه الخلف للسلف، الموريتاني يطرب قسرا عند ما تغازل طبلة أذنه، كلمات درة مفدي زكريا شاعر النضال والثورة: قسما بالنازلات الماحقات..
ويغلي الدم حمية وحماسة ووطنية..
يفرح الجزائريون بأي نجاح أو إنجاز يحققه أشقاؤهم في موريتانيا.
ذاك ملمح بسيط عن الدماء المشتركة والوشائج بين الشعبيين.
فماذا عن العلاقات الرسمية؟
منذ أول يوم لهما في السلطة حرص الرئيسان محمد ولد الشيخ الغزواني وعبد المجيد تبون على أن تكون علاقات الجزائر ونواكشوط نموذجا يحتذى.
وكم أنا مسرور أن زيارتي ضمن الوفد البرلماني للجزائر الشقيقة تأتي يوما واحدا بعد بداية زيارة الدولة التي يقوم بها للجزائر فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني بدعوة كريمة من أخيه وشقيقه فخامة الرئيس عبدالمجيد تبون.
ومن المؤكد أن هذه الزيارة ستساهم في رفد وتعزيز التعاون والشراكة بين العاصمتين المهمتين، وفي زيادة الترابط بين الشعبين، وسيكون من أجندتها لا شك السعي لتوحيد المنطقة وضخ دماء جديدة في شريان الحلم المغاربي.
كما أن قضية العرب الأولى سيكون لها نصيب من التناول في حديث القائدين الذين يعرفان بدعمها اللا مشروط لحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، وأولها حقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
وفلسطين تيمة وربع عزة وبيت قصيد عند العاصمتين عبر التاريخ.
أزور الجزائر في إطار وفد من لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان بدعوة كريمة من البرلمان الجزائري، وأنا جد مسرور للاستلهام من روح الأمير عبد القادر والشيخين بن باديس والإبراهيمي، والتنسم من عبق مالك بن نبي ومفدي زكريا، والاقتباس من شمم وفدائية البطلة جميلة بوحيرد.
سلام عليكم أهلنا في بلاد الإباء والكبرياء، وكل الدعوات لكم بالتوفيق والتسديد.