استغرب بعض الحاضرين لإفطار حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية المعارض مساء الثلاثاء 16-7-2014 بفندق شنقيط بلاس تجاهل زعيم المعارضة الموريتانية أحمد ولد داداه لقطاع غزة والحرب المستمرة فيه حاليا.
وركز ولد داداه في كلمة مقتضية علي قضايا آسوية مهمة لكن تجاهله للقطاع ومحنته أثار الكثير من الاستغراب،دون وجود تفسير مقنع من رئيس الحزب أو دوائره الإعلامية.
وهذا نص كلمة أحمد ولد داداه :
بسم الله الرحمن الرحيم ..
أشكر في البداية حزب "التواصل" علي هذا الإفطار الكثيف، وأشكره رئيسا، وقيادة ومناضلين..
وأغتنم هذه الفرصة لأن المسلمين كما تعلون جسد واحد كما يقول الحديث.
أذكر بأن المسلمين في ماينمار يتعرضون لحملة هدفها استئصال الإسلام من هذه المنطقة ذات الأغلبية البوذية.
نحن ندرك أنا عاجزون عن فعل الكثير لهم، لكن علي الأقل الاهتمام والدعاء.
وأطالب من هذا المنبر الحكومة – وتدركون أني لم أطلب منها قط أي شيء- أن تعطي أولوية في دبلوماسيتها للدفاع عن هؤلاء المسلمين الذين يتعرضون لحملة هدفها استئصال الإسلام من هذه المنطقة..
وشكرا ..
والسلام عليكم ورحمة الله
ويمكن تفسير الأمر باحدي ثلاث أسباب :
الأولي: أن زعيم تكتل القوي الديمقراطية رأي في كلمة ولد منصور عن غزة كفاية، فبدل تسجيل موقف سياسي أختار لفت انتباه الحاضرين إلي قضية أخري من قضايا الأمة رغم أن الإشارة إلي أزمة القطاع لا تتعارض مع التذكير بأي محنة داخلية وخارجية.
الثانية : أن رئيس التكتل كان يتابع بعض البرامج الوثائقية أو الأخبار المؤثرة عن آسيا عبر احدي الشبكات التلفزيونية الغربية ، وحضر وهو تحت تأثير صدمة الحدث الشنيع الذي يجري في ماينمار بفعل تجاهل الغرب، وضعف اهتمام المسلمين بهذه المنطقة فأراد أن يشير إلي القضية.
الثالثة : أنه أراد أن يلفت أنظار مضيفه إلي بعض القضايا الإسلامية الأخري التي يجب أن تنال بعض الاهتمام بدل التركيز علي قطاع غزة،رغم أهميته واشتراك حماس في أيديولوجية واحدة مع بعض المتحمسين اليوم لنصرة غزة من الأحزاب المحسوبة علي جماعة الإخوان المسلمين.
ويعتبر أحمد ولد داداه من أبرز الشخصيات الموريتانية التي ساندت القضية الفلسطينية طيلة مشوارها السياسي، وتعرض حزبه سنة 2000 للحل بفعل المظاهرات الضخمة التي سيرها دعما لغزة، وانتفاضتها الثانية بقيادة حركة المقاومة الإسلامية حماس،كما عارض العلاقات الموريتانية الإسرائيلية وسجن بسببها.