الإتصال الهاتفي المطول الذي أجراه رئيس السلطة الانتقالية بمالي عصر اليوم بفخامة رئيس الجمهورية هو ثمرة الإجراءات الديبلوماسية الناجعة التي أمر بها رئيس الجمهورية أمس، والتي تؤكد أن اتباع الحكمة في التعاطي الحذر مع وضع معقد على حدودنا وتفادي التورط في واقع يجمع بين دولة تتجه إلى إعلان فشلها، وسلطات لا تحكم سيطرتها على أغلب ترابها الوطني، وتسلمها إلى قراصنة أجانب، إضافة إلى حركات إرهاب أعمى، وحركات تحرر وانفصال تزداد مع الوقت والواقع المزري مبررات وجودها.
لذلك فإن عدم إعطاء الرئاسة الموريتانية أهمية كبيرة لاتصال الرئيس المالي رغم أهمية توقيته سياسيا وديبلوماسيا، والاكتفاء بالاعلان عنه فقط، ليؤكد أن غضبنا مازال قائما، وأن رئيس الجمهورية لا يرى مجرد الاتصال كافيا إذا لم يثمر واقعا فعليا على الارض يتعلق بالكشف عن مصير مواطنينا الذين لا نزال رسميا نعتبرهم مفقودين في غياب أي تحقيق ولا معلومات من طرف الحكومة المالية، بالاضافة إلى وجوب تقديم حكومة باماكو لكل الضمانات الضرورية التي تمنع تكرار مثل هذه الجرائم بحق مواطنينا وممتلكاتهم مستقبلا.
سيد محمد ولد محم / وزير سابق (*)
*تنويه: التدوينة نشرت يوم أمس الأربعاء