وزير الزراعة السابق يكتب : عشرة أشهر في خدمة الجمهورية

شرفني وكلفني فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني بالمشاركة في خدمة وطني من أوسع أبوابه من خلال إدارة قطاع الزراعة إبان الأشهر العشرة الماضية في ظرفية وطنية وإقليمية ودولية شهدت تداعيات جائحة كوفيد 19 إضافة إلى تحديات التغيرات المناخية الماثلة وظهور عديد الأزمات السياسية والأمنية والاقتصادية التي أثرت بشكل جذري على ديمومة الأمن الغذائي لكافة الدول والشعوب وأظهرت الحاجة الماسة لضرورة للاستغلال الأمثل لكافة الموارد المتاحة من اجل الولوج للسيادة الغذائية.

خلال هذه الفترة أستطيع أن أقول إنني بمعية زملائي في القطاع بذرنا بذورا للإصلاح نأمل أن تروي بعرق الجبين وتسمد بروح الوطنية وتعالج بتقريب المزارعين والمهنيين وتحصد يانعة على أذواق المستهلكين.

وأود هنا بمناسبة انتهاء مهامي على رأس القطاع أن أسجل بعض الملاحظات عن اهم ما ميز هذه الفترة:

1.في بداية المشوار تم إعداد هيكلة إدارية جديدة راعينا فيها الاحتياجات الأساسية للقطاع حيث تم إنشاء مديرية جديدة لحماية النباتات كما أضيفت عدة مصالح وأقسام لتتماشي الهيكلة مع استراتيجية مقاربة الشعب الإنتاجية المعتمدة، تم على إثر ذلك تطعيم الإدارة بمجموعة من الكفاءات الوطنية المختصة في المجال حيث تم وضع كل مختص أو ذو خبرة في مكانه ولله الحمد لم يسجل أي امتعاض فأعوذ بالله أن أظلم أحدا.
2.إطلاق الحملة الخريفية لزراعة الأرز بإشراف فخامة رئيس الجمهورية حيث أعطي دفعا قويا للقطاع من خلال التشخيص الدقيق للمعوقات وكذي إصدار التعليمات الصارمة التي مكنت من خلق ديناميكية جديدة وظهرت بعدها مبادرات مهنية عديدة خاصة في مجالي زراعة الأرز والخضروات، وانعكس ذلك جليا على زيادة المساحات المزروعة من الأرز في الحملة الخريفية حيث بلغت 38453 هكتارا مقابل 29129 هكتارا كمعدل للسنوات الخمس الماضية أي بزيادة قدرها 32 %.
3. تمت عملية الحصاد للحملة الصيفية في ظروف جيدة وقبل موسم الأمطار ولم تحصل أي خسارة للإنتاج لله الحمد وبلغ الإنتاج الكلي الخام من الأرز 180.582طنا مقابل 124.551طنا كمعدل للسنوات الخمس الماضية أي بنسبة زيادة قدرها 28%، كما أن الإنتاج في الحملة الخريفية المنصرمة بلغ 164.277 طنا مقابل 120.578 طنا في السنوات الخمس الماضية في نفس الموسم أي بنسبة زيادة قدرها 36%. حيت بتنا لله الحمد قاب قوسين أو ادني في الاكتفاء الذاتي من هذه المادة.
4. صادقت الحكومة على استراتيجية طموحة لتنمية زراعة الخضروات لما لها من أهمية في سيادتنا الغذائية، وقد تمحورت أساسا حول خلق أقطاب تنموية متخصصة مع إدخال التقنيات التي تمكن من استمرار الإنتاج طيلة فصول السنة إضافة إلى تنظيم الشعبة وتشجيع الاستثمار الخصوصي وإقامة البنى التحتية الأساسية لتثمين وتخزين الإنتاج. وقد خطط القطاع في الحملة الشتوية المنصرمة لزيادة المساحات المزروعة من محاصيل الخضروات الأساسية بالتعاون مع بعض الخصوصيين المهنيين مما سيمكن من المساهمة في تغذية السوق في شهر رمضان المبارك، كما تم التحضير لإطلاق حملة صيفية لهذه المحاصيل فضلا عن التخطيط لاستصلاح مساحات زراعية خاصة بزراعة الخضروات.
5. التحضير الجيد للحملة الصيفية الحالية لزراعة الأرز حيث تم توفير المدخلات الزراعية واقتناء الطائرات المسيرة لمكافحة الطيور مع بذل جهود استثنائية للحفاظ على انسيابية المياه مما أدي إلي زيادة معتبرة في المساحات المزروعة فاقت التوقعات حيث بلغت أكثر من 35.000 هكتار. وتم خلال هذه الحملة عودة مزرعة أمبورية لدورة الإنتاج على مساحة أكثر من 3.000 هكتار وبجهود استثنائية من القطاع.
6. صادقت الحكومة على مسطرة إصلاح للمؤسسات الأساسية للقطاع توجت مؤخرا بمرسوم إعادة هيكلة شركة صونادير من أجل أن تعود إلى سابق عهدها وأكثر حيث ستكلف بواضع برامج هيكلية وإصلاحات كبيرة من اجل الاستخدام الأمثل لمواردنا وتشجيع الاستثمار الخصوصي خدمة لسيادتنا الغذائية.
7.الاعتناء بالمناطق المطرية وتوجيه عدة مشاريع جديدة لهذه المناطق برمجت خلالها عدة نشاطات مهمة منها تسهيل الولوج للمعدات والآلات الزراعية لتحسين تسيير المياه السطحية وإدخال المكننة الزراعية إضافة لتحسين جودة البذور ومكافحة الآفات. وتم خلال هذه المرحلة إنجاز أكثر من 30 سدا وعديد المنشئات المائية الأخرى وتجري الأعمال حاليا في بناء 40 سدا أخر، كما تمت برمجة 20 سدا جديدا.
8.الاعتناء بمناطق الواحات حيث تم إطلاق مشاريع هامة لإقامة واحات نموذجية ولري الواحات القديمة في وادان وامحيرث وسكليل وكرو وغيرها، إضافة إلي توسيع شركة تمور موريتانيا.
9.إقامة شبكة للإرشاد الزراعي من الكفاءات الشابة شملت مناطق الإنتاج الرئيسية ومتفشيات المقاطعات.
10. تم إعداد دراسة لإقامة قنوات جديدة للري واستصلاح المحاور المائية من أجل تأهيل مقاطع زراعية كبري مخصصة للتوسع في زراعات القمح والخضروات والأعلاف والمحاصيل الزيتية.
11.التفاعل الإيجابي مع الفاعلين وتنظيم لقاءات دورية معهم وإنشاء إطار مرجعي لمتابعة الحملات الزراعية لمختلف الشعب.
12.الشروع في التحضير لأيام تشاورية حول القطاع بهدف تحضير استراتيجية التنمية المستديمة للزراعة في أفق 2030.
13. تبني ترشيح بلادنا للمنظمة العربية للتنمية الزراعية ونسج علاقات ندية وودية مع مختلف الشركاء والمنظمات المتخصصة في المجال الزراعي.
14.طوال هذه الفترة لم اقترح منح ولا قطعة أرضية واحدة ولم تمكث في مكتبي أي معاملة أو توقيع على وثيقة أو صفقة أكثر من الوقت اللازم للمعاينة والتأكد والحمد لله ضميري مرتاح لم أتعامل من تحت الطاولة وليس لدي ما أخجل منه أمام أي من المتعاملين من القطاع.
15. في نهاية هذه المرحلة، أتوجه باسمي آيات الاعتبار والتقدير وعظيم الامتنان لفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني لما لمست في فخامته من مشاعر وطنية خالصة وتصميم واضح على الرفع من شأن الوطن ومؤازرة وأنصاف كل المواطنين مهما كانوا وأينما كانوا، كما اشد على يدي أخي العزيز والإطار الفذ ذو الكفاءة العالية معالي الوزير الأول السيد محمد بلال مسعود لتعامله الراقي ووطينته الخالصة وتفانيه في خدمة المشروع الوطني لفخامة رئيس الجمهورية.
الشكر موصول إلى كافة زملائي في الوزارة وكافة أبناء الوطن وكل من آزرني أو شجعني أو نصحني أو انتقدني من اجل الوطن.
كما أتمنى لآخى وزميلي الوزير أدم بوكار ساكو الخبير الوطني المعروف، التوفيق والسداد لما فيه خير البلاد والعباد.
ومهما يكن فإني سابقي جنديا وفيا لخدمة الوطن ولبرنامج فخامة رئيس الجمهورية.

وفى الختام اسأل الله أن يبارك لنا جميعا في شهر الطاعات والخيرات وان يرزقنا فيه اعلي الدرجات ويختم فيه بالطاعات والرحمات وكل عام والوطن بخير وعزة وعافية.

سيدنا ولد احمد اعلي
نواكشوط، 1 إبريل 2022.