شكلت الحملة الانتخابية لرئاسيات يونيو 2019 أول فرصة لعقيد اجتماع مشترك بين رئيس الجمهورية الحالى محمد ولد الغزوانى وعمال الشركة الوطنية للصناعة والمناجم من أجل نقاش وضعية الشركة، بعد أربع سنين من الاضطرابات والتظاهر وتراجع الإنتاج والأرباح، وتبادل أكثر من مسؤول على قيادتها، بغية إنعاش أبرز ركائز الاقتصاد الوطنى.

وقد اختصر الرئيس التزامه للعمال بالقول "هذه شركتكم وأنتم أول المستفيدين منها، وعليكم تقع مهمة النهوض بها، والحكومة من جهتها لن تنتظر مستقبلا  - فى حالة ارتفاع أسعار الحديد- أن يتظاهر العمال، أو يعبروا عن الامتعاض من أجل تحقيق بعض مطالبهم المشروعة ، أو منحهم مايستحقون من علاوات وتشجيع، بل ستتحرك من تلقاء نفسها، وتمنح العمال الزيادة المناسبة.

فور انتخابه رئيسا للجمهورية، كلف أبرز معاونيه فى الحملة (الوزير السابق للاقتصاد المختار أجاي) بملف الشركة، قائلا إنها أبرز تحدى لدى الموريتانية ويجب إنقاذها، ومساعدة الحكومة له وللعاملين معه تكمن فى منحهم الثقة الكاملة لإنجاز  مايحتاجون إليه، والتفويض المطلق فى اتخاذ القرارات الملائمة لإعادة الشركة لسكة الربح، بعد سنوات من الخسارة، وفترة من الاضطرابات الداخلية، والغموض الذى صاحب مسارها خلال العقود الأخيرة.

بعد سنة واحدة (2020) أعلن المدير العام للشركة الوطنية للصناعة والمناجم المختار أجاي تجاوز الشركة لمرحلة الخطر بكثير، قائلا إن أرباحها الصافية بلغت خلال سنة واحدة (150 مليارات أوقية قديمة)، معلنا بعد اجتماع مجلس الإدارة رفع الغلاف الإجتماعى لمخصص لعمال الشركة إلى 650 مليون أوقية، ومانحا العمال أربعة رواتب دفعة واحدة، مع الشروع فى إصلاحات جديدة، لرفع الإنتاج وتقليل المخاطر، وتحسين الخدمة المقدمة للعمال، وإعادة الاهتمام بالمحيط الذى تنشط فيه الشركة (ولايات الشمال).

ومع بداية 2021  كان الوزير المختار ولد أجاي قد غادر الشركة  – بعدما قرر الرئيس منح معاونيه راحة مفتوحة للدفاع عن أنفسهم أمام الجهات القضائية، بعد ملف العشرية الذى فتحه النواب وشمل أبرز رموز الأغلبية الحاكمة بموريتانيا-

تاركا خلفه إصلاحات جوهرية بعملاق المعادن ، وأرباحا جديدة فاقت توقع العمال والسلطة.

وقد تم اختيار أحد أبناء الشركة، وهو المهندس أحمد فال ولد أتليميدي (مدير الإنتاج السابق) للمحافظة على الإصلاحات الجارية، وتطوير الشركة، ومحاربة المظاهر التى عاشها قطاع المناجم قبل وصول الرئيس إلى السلطة يونيو 2019.

وقد أعلن ولد أتليميدي بعد أيام من وصوله لقيادة "اسنيم" أن أرباح الشركة الوطنية للصناعة والمناجم (اسنيم) وصلت خلال 2021 إلى أكثر من 213 مليار أوقية قديمة ، أي بزيادة 100% عن العام 2020. وهو رقم عزز من ثقة الحكومة فى الشركة، وكشف قيمة الإصلاحات التى تم القيام بها خلال سنتين فقط.

واصل المدير العام للشركة محمد فال ولد أتليميدي مسلس الإصلاحات داخل الشركة، وعزز من مسار التشاور مع النقابات، وتعززت ثقة الرئيس به، وكانت نتائج مجلس الإدارة الأخيرة كاشفة لحجم المنجز، بفعل ارتفاع وتيرة الإنتاج وتحسن أسعار الحديد ، وترشيد الإنفاق ومحاربة الفساد داخل الشركة، مع الاهتمام المستمر بالكادر البشرى.

ولم يعلن مجلس الإدارة عن أرباح الشركة لهذه السنة، لكنه أعلن حزمة اجراءات لصالح العمال، كانت محل تقدير كبير وإشادة من الشغيلة، خصوصا فى ظل ظرفية عالمية تتسم بارتفاع أسعار البنزين والنقل وتداعيات كوفيد وحرب روسيا وأوكرانيا والأزمة التى تضرب بعض الأسواق العالمية.

وبحسب وثيقة تداولها العمال، وحصلت عليها زهرة شنقيط فقد تقرر أن تكون الزيادة على النحو التالي؛

* زيادة عامة للأجور بنسبة:

- 12% للعمال اليدويين

- 10% للعمال المهرة (Maitrises) والأطر

ما يعني زيادة من 20 إلى 22% خلال 12 شهرا.

* تحفيزات عامة تبلغ

- 7 رواتب بالنسبة للعمال اليدويين ومبلغ 100000 أوقية قديمة لكل عامل يدوي؛

- 6 رواتب بالنسبة للعمال المهرة؛

- 5 رواتب بالنسبة للأطر؛

* زيادة استحقاقية، تشمل 20% من العمال منها 5% مصحوبة بترقيات، بمعدل 10% من الراتب القاعدي.

* وقد تمت الموافقة على الزيادة المعتبرة للعلاوات التالية:

- علاوة بدل السكن بنسبة 20%؛

- علاوة العزلة بازويرات بنسبة 30%

- علاوة الأعياد الدينية تمت زيادتها بمبلغ 16000 أوقية قديمة نتيجة لزيادة السلفة نصف الشهرية؛

- علاوة رجال الإطفاء بنسبة 50%؛

- علاوة الخطر بنسبة 200%

وأوضحت الوثيقة أن المجلس قرر " زيادة الغلاف الاجتماعي بنسبة 30% ليصل إلى مليار أوقية قديمة، وذلك لتمكينه من مواكبة الإصلاحات الجديدة، خصوصا فيما يتعلق بالتعليم والصحة والسكن ".

-----------------

2022 : زيادة عامة لعمال أسنيم وتحفيز جماعى للعمال (وثيقة)

ولد أجاي : أرباح أسنيم ناهزت 300 مليار خلال سنتين (رسالة للعمال)

أرباح أسنيم تتجاوز 213 مليار خلال السنة الأخيرة (تصريح رسمى)

أهم إنجازات مدير أسنيم محمدفال ولد التليميدي (مقال رأي)

مدير أسنيم يعلن ارتياحه لنتائج الزيارة ويتعهد بالنهوض بالشركة