تعيش العاصمة نواكشوط اليوم على وقع أزمة محروقات غير مسبوقة بتاريخ العاصمة منذ فترة طويلة. وسط اتهام متصاعد للقائمين على قطاع الطاقة والمعادن بالعجز عن تدبير الأمور فى أوقات اضطراب الأسواق العالمية والإستسلام للظروف الخارجية دون رؤية حاكمة لملف حساس.
ويقول مندوب لموقع زهرة شنقيط زار 23 محطة بنواكشوط إن الإحباط واليأس يخيمان على نفوس العمال وملاك السيارات، بفعل انقطاع المازوت والبنزين وإغلاق المحطات الرئيسية والفرعية أبوابها فى وجه الزبناء، وتسيير محطات أخرى قليلة بمنطق الطوارئ (10 لتر لكل سيارة) ، وذلك على أبرز الشوارع بالبلد (الشارع الرابط بين نواذيبو ونواكشوط ).
وأغلقت بعض المحطات أبوابها فى وجه الزبناء، بفعل احتكارها من قبل بعض التجار الذين ينشطون فى مجال النقل أو المقاولات.
ويتوقع أن تنعكس الأزمة على حركة النقل بالعاصمة، بعدما أثرت فى تسيير شركتي الكهرباء والمياه، وفق المعلن منذ الشركة الأولى والمعاش من سلوك الشركة الثانية.
وكان الرئيس محمد ولد الشيخ الغزوانى قد كلف الوزير عبد السلام ولد محمد صالح بقيادة وزارة الطاقة فى وقت حساس من تاريخ البلد، غير أن الأمور تسير بشكل مستغرب منذ توليه مقاليد الأمور فى القطاع الحيوي، والمقبل على اكراهات بالغة التعقيد.
وتعيش مناطق واسعة من البلاد منذ سبعة أشهر نفس الأزمة، وتعتمد بعض المناطق الشرقية على الوقود المهرب من جمهورية مالى، بينما تسير المحطات الرسمية من قبل الإدارة الإقليمية فى الكثير من الأوقات.
وتلقى الوزارة من وقت لآخر باللائمة على الظروف الدولية، لكنها لم تظهر أي جدية فى سبيل التعامل مع التحول الحاصل عالميا فى مجال الطاقة، وأثارت صفقات القطاع الكثير من الحبر، ولم تنجح فى كبح الأزمة رغم التسهيلات المصادقة عليها من الحكومة ولجان الإسناد المشكلة لتسيير المرحلة.