نعم يحق لكم أن تفرحوا سيادة الرئيس/ سيد أحمد ولد باب (*)

للنائب الشيخ ولد أحمد ولد بايه الحق فى أن يفرح بنجاح مشروع كافح من أجله لأربعة عقود أو أكثر ، ولغيره أن يختار بين الإشادة بعمل صالح "ينفع الناس ويمكث فى الأرض"، أوتقمص آثار من سبقوه من أهل الحسد والتثبيط والتناقض والنجوى، لكن تظل قواعد الشرع الناظمة لفعل الخير للغير،  والعمل من أجل الصالح العام خير حكم وأفضل معيار، وأنسب للمقام من دعاة التنابز بالألقاب وتسفيه أحلام الناس  "لَّا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا".

ما رأيناه ليس سدا لأسرة تحتكر الشراب منه، أو تفاخر به، ولامحمية لتاجر أو مسؤول ينتجع فيها دون غيره، ولم يتفاخر الرجل بقصر بناه لأولاده وأهله بين أكواخ الففراء والمهمشين ، أو ضعية أشتراها للزينة فى بلد يتمتع فيه المسؤول باستعراض الفارق بينه وبين محيطه فى المأكل والمشرب والملبس والسكن .

إنه سد أظليمه، بكدية الجل فى ولاية تيرس زمور، حيث يحتاج البشر والماشية إلى مايخفف من قساوة العيش فى منطقة كانت قبل الشيخ ولد يايه مجرد صحراء جرداء لاماء فيها ولاشجر، وباتت اليوم منذ انخراطه بالسياسة والتفرغ للعمل العام، مصدر عيش كريم للوافدين إليها من أرجاء البلاد المترامية (الشكات نموذجا) قبل القاطنين من أبناء تيرس زمور وعمال الشركة الوطنية للصناعة والمناجم وضيوف البلد المشردين بفعل الصراع الدائر على الحدود.

لقد باتت صحراء تيرس زمور مصدر طمأنينة لعابريها بفعل شبكات الإتصال التى جلبها الرجل بقوة نفوذه، أو استغلاله لبعض دوائر صنع القرار من أجل تخفيف معاناة ناخبيه، وبعض الذين عابشوه خلال العقود الماضية، منطقة يتمتع سكانها بالآبار الجديده التى حفرها الرجل ذاته بربوع الولاية من أجل تأمين مياه الشرب لسكانيها ، لا لوجود رابطة قبلية مع المحيط الذى ينشط فيه ، أو لهدف انتخابى محض، وهو الذى لم يمارس السياسية فى بير أم أقرين، أو أفديرك، أو عين بنتيلي ، لكنه الإحساس بضرورة تقديم خدمة - كما يقول - للمنطقة التى أحتضنته وهو ابن عامل بسيط، ومنحته مدارسها فرصة العبور من واقع صعب إلى قيادة البرلمان (قيادة السلطة التشريعية فى البلد)، بعد أن حمله قلمه وكفاحه مع أقرانه إلى قيادة أركان البحرية بعد التدرج فى رتب الجيش من ضابط إلى عقيد، والمندوبة العامة للصيد بعد عقود من العيش على ضفاف المحيط ، وإدارة أبرز مجلس بلدى فى الشمال بعد التقاعد من الجيش (بلدية أزويرات).

اليوم وبعد جهود مضنية ومتابعة مستمرة، تعبر الزوارق أرض تيرس الزمور لأول مرة فى تاريخ صحراء البيظان ، بعدما كانت مسرحا للذئاب السائبة ومصدر ألم يتجدد كل عام، بفعل المراعى الجميلة ، والمياه المعدومة، ونخب سياسية حلم الواحد منها أن يمتلك لوحده سيارة عابرة للصحارى ، ليعيش مع قطيع من الماشية فى مكان لايمكن أن يعيش فيها غيره.

للشيخ ولد بايه الحق أن يفرح بما وفق فى إنجازه فى ظل حكم صديقه ورفيق دربه الرئيس محمد ولد الشيخ الغزوانى ، ولتيرس زمور أن تفتخر بدور متميز لأحد منتخبيها، وللشمال أن يتمتع ساكنوه ببعض خيراته، بعدما ممنحها بسخاء منذ الإستقلال لكل أرجاء البلد، ولنا معاشر المبتلين بنوائب الدهر وضعف التمثيل داخل البرلمان وعجز الأطر والوزراء ، أن نندب حظنا العاثر فى صناديق الإقتراع التى حملت لنا مانشاهده ونعيشه من بعد عن الناخبين، وفرار دائم من مدن وقرى محل الميلاد، وتغيير مستمر لأرقام الهواتف، وإنشغال بتغيير الواقع البائس للأهل والمحيط الضيق، دون اهتمام بالشأن العام ، أو المحيط الذى عاش الوزير أو النائب أو العمدة فيه، ومن بعدت عليه الشقة، وأستوحش الرفاق، فعليه المرابطة والإننظار، سيعودون إليه حتما، لكن جثثا محمولة على الأعناق ، أو السيارات المكشوفة، بعد صلاة سريعة، يتخلل صفوف أصحابها الضحك، وقلة الوقار وتبادل النكات فى ساحة مسجد ابن عباس، دون منجز يذكر بعد الرحيل، أو فقد يحس به فقير، أو يتيم ،أو مريض، أو راع للأغنام أو عابر سبيل.

(*) مدير موقع زهرة شنقيط