للمعارضة الوطنية كامل الحق في تسيير أجندتها وصياغة خطابها بالشكل الذي يناسبها، لكن حديث بعض قياداتها عن انتخابات أحادية في وقت رفعت فيه الدولة يدها عن الانتخابات بالكامل، وأصبحت العملية الانتخابية برمتها بيد اللجنة المستقلة للانتخابات، والتي يمنح القانون للمعارضة فيها حضورا نوعيا بحجم تمثيلها إلى جانب حضورها القوي في المجلس الدستوري، يعتبر أمرًا خارج السياق المألوف في حياة سياسية طبيعية ومنسابة.
فالحكومة بإنشائها للجنة الوزارية لن تمارس اختصاصات أوكلها القانون إلى اللجنة المستقلة مطلقا، وإنما للتحضير في وقت مبكر للإجراءات التي أناطها القانون بالحكومة.
والخوف دائما يأتي من إرادة العرقلة والمماطلة من طرف الحكومة في الجوانب القليلة الداخلة في اختصاصها قانونا من هذه الإجراءات، أما التحضير المبكر والإسراع في وفاء الحكومة بالتزاماتها اتجاه القوى السياسية المتنافسة فهو أمر يجب أن يكون موضع تنويه وإشادة من طرف المعارضة وكافة ألوان الطيف السياسي المهتم بهذه الانتخابات، ووصفه بأنه شروع في انتخابات أحادية فيه من المبالغة والتعسف الكثير.