أبرز ماميز خطاب ولد أييه فى أول مهرجان حزبى يترأسه (*)
شكلت زيارة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزوانى المنتظرة لعدد من الولايات الداخلية، أول فرصة لرئيس حزب الإنصاف الحاكم من أجل مخاطبة مجمل رموز الحزب (أطر ومنتخبين ووجهاء) ، والتعامل مع المنصب الجديد الذى تولاه خلال مؤتمر الحزب الطارئ قبل أسبوعين فقط.
وقد كانت الخرجة الإعلامية لرئيس حزب الإنصاف مختلفة عن الخرجات الإعلامية التى أعتادها الحزب وجمهوره، والإعلام خلال السنوات الأخيرة، من حيث الشكل والمضمون ولغة الخطاب، والحضورالذهنى طيلة الكلمة المرتجلة.
ولعل هذه أبرز الرسائل التى حملها المهرجان الأول لرئيس حزب الإنصاف ماء العينين ولد أييه :
-
الثقة بالنفس : فقد تعامل مع الجمهور فى القاعة والحدث السياسي، بمنطق الواثق من نفسه، ولم تأخذه دهشة البداية، عبر اختيار توقيت الحضور، وشكل الحضور، والتحكم فى المنصة، والتعامل مع النخب الجالسة أمامه بمنطق الرئيس، الذى يحمل رسالة ، ويوحى سلوكهه ولهجة خطابه وطرحه المختلف عن سلفه، بأنه قريب عهد بصاحب القرار، وأنه على لغة المصريين " إذاكر من وراهم كثير".
-
-
-
حملت الكلمة توجيهات سياسية جديدة على الحزب الحاكم ولغة بعض رؤسائه الخشبية، وذلك بوضع الزيارة فى سياقها، وذكر النقاط التى أكتسبت منها أهميتها ( منجز سابق يجب تبيينه وقيد التنفيذ يلزم احتضانه ودعم صاحبه)، مع التذكير بمعالم خطاب وادان الذى طاد يندرس بفعل عدم استحضار البعض له فى المناشط الإعلامية أو النقاشات البينية، وعدم اتخاذ التدابير اللازمة لتحويله إلى رؤية ناظمة لسير الحزب والمجتمع.
-
حضرت لغة النضامن مع الشعب وضد بعض قرارات الحكومة ، مع تفهم أسباب القرار المؤلم، والتأكيد على التضامن الحكومى، وتغليب جانب الإحتضان والنصح والإرشاد، والحث من موقع المسؤول على مراجعة القرار فور تضافر الأجواء الملائمة لذلك، واتخاذ تدابير عاجلة لمنع تأثيراته الجانبية على حياة الأفراد وسير الأمور داخل البلد.
-
وجه الدعوة وألح على الأطر والوجهاء بأن يتركوا للمواطن العادي المستهدف بالزيارة فرصة للقاء القيادة وطرح مشاكله، والسماح له بالظهور وأخذ موقعه المستحق كاملا غير منقوص، وانهاء مظاهر احتكار زيارة الرئيس من قبل أطر العاصمة، واقصاء السكان المستهدفين من الحضور الإعلامى ومنعهم تارة من طرح المشاكل، وخلق بدائل من الوافدين للقيام بالدور الذى كانوا هم يمنون النفس بالقيام به.
-
حث وبشكل واضح على ضرورة مد يد العون للفئات الهشة، ومساعدة السكان، واستحضار الفارق فى القدرة المادية بين إطار يريد الحضور ومواطن يكافح من أجل العيش، وألزم الأطر والقيادات الحزبية بتحمل الضيافة، وتحويل الزيارة إلى محطة لصالح البسطاء ، عبر تقديم العون المباشر لمحتاجيه والتعامل مع الأيام المخصصة للزيارة كمحطة مهمة من محطات التدافع الإقتصادى، وإنعاش الأسواق المحلية وتعزيز القوة الشرائية عبر ضخ ما أمكن من الأموال فى محطات الزيارة المعلنة .
-
لم يتجاهل أو ينسى تضحيات رفاقه فى الحزب، فألزم الحضور بالوقف وقراءة الفاتحة على كل الذين غابوا خلال الفترة الأخيرة، وأخذ العذر ممن حبسهم المرض، أو غادروا لمهام أخرى كلفوا بها، مؤكدا تضامن الحزب وتعاون جميع قياداته.
-
وبالمحصلة كانت خرجة إعلامية بنظر العديد ممن تابعوها ناجحة ومضامينها تستحق التوقف ، وتوجيهاته يمكن الركون إليها، وصاحبها رغم عدم إنشغاله سابقا بالسياسة واثق من نفسه، ولديه القدرة البلاغية والفكرية اللازمة لتسيير الحزب والتعامل مع الفاعلين فيه من الموقع الذى أختير له وبه كلف دون أدنى شعور بالنقص أو الخجل أو التردد.
-
سيد أحمد ولد باب / مدير موقع زهرة شنقيط