الحملة الزراعية من سد لكراير..رهان شعب وتعهدات قيادة (*)

لم يكن اختيار رئيس الجمهورية لإطلاق الحملة الزراعية للعام 2022 من بلدية كيعت التيدوم في مقاطعة تامشكط، وخصوصا من منطقة اقليك لكراير ( أهل جدو ولد اخليفة) اعتباطا ولا قرارا غير مدروس، بل كان منطلقا من وعي عميق، وخبرة تنموية مهمة بهذه المنطقة المعطاء من بلادنا والتي كانت ولا تزال ريفا بالغ منتجا، يؤوي آلاف القرويين العاملين الذين يعيشون من كد أيديهم تنمية وزراعة، وما زالوا مصابرين رغم سنوات القحط، وتعقد ظروف الحياة، لا يريدون بالأرض التي أنجبتهم ورعوا خيرها وزرعوا سهولها وغدرانها بديلا.
 
إن هذه المنطقة بالتحديد تمثل حقلا زراعيا واسعا ممتد الأطراف، فمنذ العام 1934 واقليك لكراير الذي سيطلق منه رئيس الجمهورية الحملة الزراعية، يسقي آلاف الهكتارات، وتغرس جانبيه مئات الأسر والمزارعين على مدى ثمانين سنة من العطاء والإنتاج والعمل والمكابدة.
وبوسائل بدائية من عزم السكان وتصميمهم، وحرصهم على إقامة ربط وسد يمكن من تخزين أكبر قدر ممكن من مياه الأمطار، استمر لقليك على وضعيته البدائية إلى سنة 1956حيث بدأ تشييده بشكل أحسن، ليستمر بعد ذلك طيلة العقود المنصرمة، موردا للزراعة والتنمية، وحقلا وافر الظلال، ومصدر رزق لعشرات الآلاف من السكان الفقراء المتمسكين بعرى الصبر والإنتاج.
وقد امتاز هذا السد أو الربط، بموقعه الجغرافي وسط منطقة أفلة، ذات المقدرات التنموية العالية، والتاريخ العميق والمؤثر في تاريخ وحاضر  وقيم المجتمع الموريتاني
 
ولا شك أن زيارة رئيس الجمهورية تكتسي أهمية بالغة، على صعد متعددة فهي:
-    رسالة إنصاف وتقدير للمواطنين في عمق الداخل وخصوصا أولئك المهمشون وذوو الهشاشة الاقتصادية الذين ظلوا رفقة مناجلهم وعزائمهم القوية يمارسون الزراعة وبوسائل بدائية وجهود ذاتية، في إطار عميق من الإخاء والوحدة الوطنية والعمل الدؤوب بالكسب الحلال والحياة الطيبة الناضرة بين أفياء الحقول.
-    رسالة تقدير للمنطقة الشرقية بشكل عام، تعزز إطلاق الحملة الرعوية ومسار تثمين الثروة الحيوانية، ليأتي الدور الآن على الحملة الزراعية، حيث تشكل هاتان الثروتان عصب حياة للبلاد بشكل عام، وللمنطقة الشرقية بشكل خاص، كما أنهما تمثلان صمام الأمان والحلقتين الأكثر أهمية في الأمن الغذائي للبلاد، وما يمثله ذلك من أهمية قصوى في ظل المتغيرات الاقتصادية الدولية التي أفرزتها أزمة كوفيد 19 وما تبعها من حرب أوكرانيا ومن تعثر للاقتصاديات العالمية الراسخة.
-    تشريف ولاية الحوض الغربي بشكل عام ومقاطعة تامشكط، وبشكل أخص بلدية كيعت التيدوم بإطلاق الحملة الزراعية الأهم والأوسع في تاريخ البلاد، والتي تمثل رهان شعب ومشروع قائد، وعنوان أمن ونهضة وطنية.
إن كل هذه الاعتبارات تدفع كل سكان البلاد، وسكان منطقتنا بشكل خاص إلى التعبير بكل أساليب الامتنان عن شكرنا العميق لرئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني على هذه اللفتة التنموية البالغة الأهمية التي تنصف سكان المنطقة بعد عناء عقود وعقود من التهميش والإهمال،
 كما أنها فرصة مهمة لكي أرفع باسم السكان الصوت بجملة من المطالب الكفيلة بتحقيق نهضة زراعية في منطقتنا وبشكل دائم ومن ذلك:
-         توسيع السد وتعميقه بعد عمليات الترميم المشكورة التي نفذتها الجهات المعنية وكان لها دور مهم جدا في التنمية في المنطقة
-         إقامة خزانات كبيرة قادرة على الاحتفاظ بأكثر كمية ممكنة من مياه الأمطار.
-    إقامة نظام ري متطور يمكن من التحكم في المياه وتصريفها إلى الحقول والمزارع بشكل سلس عبر أنظمة الري الحديثة
-    تشجيع المستثمرين المحليين في مجال الزراعة بما يضمن تطوير الإنتاج الزراعي وتحقيق تكامل وتنويع للمدخلات الزراعية.
-    يمكن لهذا السدد أن يمكن من تطوير نوعي في زراعة الأعلاف، بما يسهم بشكل حقيقي في سد النقص السنوي من هذه المادة، في المنطقة الشرقية التي تعتبر خزانا أساسيا للثروة الحيوانية.
 
إن هذه المطالب والآراء والاقتراحات ستجد طريقها للحل، وستأخذ مسارها للإنجاز دون شك فالرؤية التنموية لفخامة رئيس الجمهورية تعزز طموحنا وآمالنا بمستقبل رائع ومستقر للنماء الاقتصادي في البلاد، وتزيد من آمالنا في نهضة يذهب بها زبد التهميش والإقصاء جفاء، "وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض"

محمد حجب ساد بالله
عضو أمانة اللحمة الوطنية بحزب الإنصاف