تستجمع الكتل السياسية قوتها وتعيد تشكلها ضمن دوائر تأثيرها، وتسابق بعضها للتحصل على نقاط ترجيحية في هرمية التقييم الممهد للاستحقاقات القادمة، والتي يجمع كل المراقبين على استثنائيتها وصعوبة الخروج منها بنتائج حاسمة في معظم الدوائر، نتيجة لجملة من الاعتبارات ذات العلاقة بالتحولات الحاصلة في مواقف بعض نافذي الأغلبية، والتي أملتها طبيعة الاصطفاف ونمطية التعاطي مع التغيرات الكبيرة، التي عرفتها الأغلبية والمعارضة على حد سواء..
انزياحا وانحسارا واتسعا وانتشارا، طبقا لقانون الجاذبية السياسية، الذي أثر على معطيات ذلك التشكل الحاصل في المشهد عمومه، و تأثر بدخول عوامل تشويش جديدة كانت شبه محيدة في حسابات بعض الساسة من من فطروا على المولاة، أو من بعض من استهوتهم "رمزية" التعاطي مع "الرموز".
لكن ولاية البراكنة كانت استثناءً من بين مناطق الوطن ليس فقط من حيث حدة الصراع وقوة التنافس بين كتلها السياسية الدائرة في المحور الثابت للأغلبية الحاكمة وبشكل شبه حصري داخل حزب "الإنصاف"؛ وإنما من خلال انتظام وتناسق حركات ساستها مع كل الأحداث والتطورات الحاصلة مع احراز نخبها وزعامتها قصب السبق في فك شفرات بعض المسارات المتعرجة للمشهد عموما _والتي تعتريها بعض الضبابية التي يستدعي استكناهها رؤية خاصة، وروية ميزت ساسة الولاية عموما، وتفرد سكان مقاطعة مكطع لحجار بالمحورية فيها، خصوصا النخب القيادية لحلف "المسار"_ ما أكسبهم قوة التأثير في عموم المشهد ومنحهم القدرة على الاصطفاف بنسقية ذات بناء هرمي تعززها دعائم ورافعات اجتماعية قوية يساعدها اتساع المدى في إحكام القبضة على مفاصل قوى التأثير الوطني من خلال تحالفات واسعة الانتشار وقوية التأثير، وهو ما يؤشر بشكل عملي إلى أحتمال أن يستمر الحلف في أحكام قبضته السياسية على عموم الولاية وأن يبقى مسيطرا على كل المناصب الانتخابية بمقاطعة مطكع لحجار، حجر الزاوية في أي تحول سياسية في الولاية..بقي فقط أن نشير إلى جوهرية ومركزية الدور الريادي الذي يضطلع به الإداري والزعيم الروحي أحمدو ولد الشيخ الحضرامي ولد الشيخ أبو المعالي، والوزير السابق المتميز المختار ولد اجاي ونائب المقاطعة السيد أبو المعالي ولد منان الذي لم يشبه نائب علي المستوي الوطني لقربه من دائرته حملا للهم وتنفيذا للوعد بالإضافة إلي عمدة مقطع لحجار السيد باب ولد المصطفي في تماسك وانسجام الحلف وتوسيع دائرة مناصريه.