شكلت انتخابات المجالس المحلية والنيابية سنة 2018 بمقاطعة أمرج لحظة تحول كبيرة فى تاريخ المقاطعة، بعدما عصفت النسبية بتماسك حزب الإتحاد من أجل الجمهورية الحاكم ساعتها، ودفعت بعض رموز الحزب إلى طرق أيواب بعض الأحزاب الصغيرة لتأمين مقعد داخل البرلمان الجديد.
وقد تم القرار بالتشاور بين بعض الأحلاف، بينما أختار آخرون الانشقاق عن الحزب والترشيح ضده من أجل تأكيد الفاعلية والحضور، وتسفيه قرارات الحزب وكبار الفاعلين فيه.
اللجنة المكلفة بإصلاح الحزب الحاكم وتسيير الإنتخابات قررت ساعتها ترشيح الإطار البارز بوزارة الصيد الفضيل ولد سيداتى، لقيادة لائحة الحزب بالمقاطعة، بعدما تربع التحالف الذى يقوده على رأس التشكلة المحلية للحزب، وذلك بفوزه بقيادة القسم وأبرز الفروع خلال عملية الإنتساب المحضرة للإنتخابات التشريعية والبلدية.
إجراء رد عليه الطرف الآخر بترشيح الإطار حمديت ولد الشين من حزب الوحدوى المحسوب ساعتها على الوزير الأول يحي ولد حدمين، وإليه تم توجيه عدد من كوادر الدولة الموريتانية ورجالها المقربين من الرجل الثانى فى هرم السلطة ساعتها، وبعض الأطراف المتحالفة معه.
إجراء لم يقبل الطرف الممسك بزمام الأمور فى المقاطعة بتمريره دون اتخاذ خطوة تكتيكية للتأكيد على السيطرة المطلقة، وأخذ نائب آخر من نواب المقاطعة الثلاثة، وهو ماتم عبر ترشيح رجل الأعمال سيدى محمد ولد الطالب من حزب الكرامة.
أصوات التحالف الذى يقوده الفضيل ولد سيداتي أثمرت نائبين فى الدورة الأولى للإنتخابات، نائب عن حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم بقيادة الفضيل ولد سيداتى نفسه بتصويت بلغ 5148 صوت ، وآخر عن حزب الكرامة بمعدل 3258 صوت.
بينما تم للطرف الآخر ما أراد من خلال حصد مقعد بالجمعية الوطنية عبر حصوله على 6412 صوت، كانت كافية لتمرير حمديت ولد الشين إلى مقعد المدير العام للميناء ، ليسمح لشقيقة حليفه مدير شركة السكر بتولى مقعد الجمعية الوطنية، ضمن مسار كان للوزير الأول الأسبق دور بارز فى رسم ملامحه.
نتائج دفعت الأطراف المتشقة عن الحزب الحاكم إلى العودة إليه، بعد حل حزب الوحدى، وهو ماقاد لاحقا إلى شبه تحالف بين التواب والأطر، بتأطير مباشر من نائب المقاطعة الفضيل ولد سيداتى، الذى بات ينظر إليه كواجهة شابية لمقاطعتي أمرج وعدل بكرو خلال السنوات الثلاثة الأخيرة، بحكم علاقاته الواسعة بدوائر صنع القرار، ودوره السياسى الطلائعى بالمنطقة، بعدما دخل آخرون فى مسارات معقدة، نظرا للظروف السياسية الحالية أو الرغبة فى أخذ قسط من الراحة والهدوء، بعيدا عن مشاكل ومطالب أهل المقاطعة، وهي مشاكل تزداد كلما أعتقد البعض أن أوراها قد خف، وتتسع كلما تحقق لبعض سكانها ما كانوا يصبون إليه منذ عقود، سواء تعلق الأمر بخدمات الصحة، أو التعليم أو المياه، أو فك العزلة، والنفاذ إلى دوائر صنع القرار.
تشرذم القوى الحية بمقاطعة أمرج سنة 2018 لم يمنع الأطراف الفاعلة من توحيد جهودها ، والتصويت لرئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزوانى بأغلبية مريحة.
ففى مقاطعة أمرج بلغ عدد المصوتين 2019 حوالى 20 ألف شخص، كانت نسبة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزوانى منها حوالى 87% أي أكثر من 16800 صوتا، بينما لم يتجاوز أقرب مطارديه بالمنطقة (سيدي محمد ولد بوبكر) 1566 صوت.
وبلغ عدد المصوتين لمرشح المعارضة الديمقراطية التقليدية محمد ولد مولود 44 صوتا فقط.
وبحسب النتائج التفصيلية فقد بلغ عدد المصوتين للرئيس محمد ولد الشيخ الغزوانى فى بلدية أمرج 1286 صوت، بينما بلغ عدد المصوتين للمرشح سيدي محمد ولد بوبكر 199 صوتا، ولم يتجاوز أنصار مرشح المعارضة التقليدية محمد ولد مولود 6 أصوات فقط.
وفى بلدية بوكادوم بلغ عدد المصوتين للرئيس محمد ولد الشيخ الغزوانى 7699 أي حوالى 89% من المصوتين فى انتخابات الرئاسة بالبلدية، بينما تقلص عدد المصوتين لمرشح المعارضة التقليدية إلى 20 صوتا فقط (عدد ممثلي المرشح فى مكاتب التصويت بالبلدية).
وفى بلدية عدل بكرو بلغ عدد المصوتين 7819 شخص ، بينما تراجع عدد المصوتين لكافة المرشحين للرئاسة إلى 1300 صوت فقط من مجمل أنحاء البلدية الحدودية.
#زهرة_شنقيط
#تابعونا