تعتبر ولاية إينشيرى (شمال البلاد) ، احدى معاقل الأغلبية الحاكمة بموريتانيا خلال العقود الأخيرة، رغم الحضور القوى للشغيلة فى بعض الشركات المنجمية ( شركة نحاس موريتانيا، وشركة تازيازت)، والفقر المستشرى بالولاية الجاثمة على أكبر مخزون للثروة المعدنية بالبلد.
وتعتبر أكجوجت عاصمة الفعل السياسى بالولاية إلى وقت قريب، بحكم تمركز أغلب رجال الأعمال فيها، وقربها من العاصمة نواكشوط (220 كل)، رغم الحضور الكبير للمقاطعة الجديدة "بالنشاب" فى الحياة السياسية خلال العشرية الأخيرة.
ويتم تقاسم المناصب الإنتخابية والسياسية بالولاية على أساس قبلى، دون التنصيص على ذلك علنا، مع حضور ضعيف للقوى السياسية المعارضة، رغم استفادة أكبر أحزاب المعارضة (تواصل) من موجة الغضب التى خلفتها ترشيحات الحزب الحاكم 2018، ووجود بعض كبار رجال الأعمال فى صف المعارضة ساعتها، بحكم الخلاف الذى نشب بينه رجل الأعمال محمد ولد بوعماتو، وابن عمه الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز، وهو ما أنعكس بشكل أساسى فى الصراع الدائر حول المجلس البلدي فى بالنشاب الجديدة.
وتعتقد بعض الأوساط السياسية بأن المناصب الأساسية بالولاية قد يطالها التغيير فى التشكلة الجديدة، ومن أبرز الأسماء المرشحة لخوض الإنتخابات الجهوية عن الحزب الحاكم ، عضو المكتب التنفيذى سيدى محمد ولد عابدين، وهو شخصية سياسية رزينة ولديه تاريخ كبير فى العمل السياسى، وابن أسرة لديها تأثير واسع فى المجتمع الذى تنتمى إليه، وأحد رجالات الولاية الذين ساندوا الرئيس محمد ولد الشيخ الغزوانى عشية وصوله للسلطة، وظل إلى جانبه طيلة السنوات الثلاثة الماضية، رغم كل الهزات التى مرت بها الأطراف الفاعلة فى الأغلبية منذ الصراع على قيادة الحزب الحاكم، أو حرب المرجعية كما سماها بعض رموزه قبل ثلاث سنين. لكنه ليس الوحيد فى الواجهة.
فهماك عدة شخصيات بارزة من نفس الوسط القبلى ولديها اهتمام كبير بالتنمية المحلية كعمدة بالنشاب، وبعض القيادات الداعمة للرئيس محمد ولد الشيخ الغزوانى من معسكر الأغلبية، أو تلك التى كانت فى الطرف الآخر ، ماقبل. 2019 (انتخابات الرئاسة).
كما يتوقع البعض أن يتم التجديد لنائب أكجوجت سيد أحمد الدويرى لفترة جديدة، بحكم شعبيته الكبيرة فى المقاطعة، ودوره البارز فى مجال التنمية، وعلاقاته الوازنة بكل الأطراف، رغم الرفض الذى يواجهه من كبرى الشركات العاملة بالمنطقة، بعدما ظل طيلة مأموريته فى صراع مستمر مع أباطرة التعدين والتنقيب عن النحاس، منحازا للأصوات الشعبية المطالبة بضرورة ضبط قطاع المعادن، وفرض استفادة السكان من خيرات المنطقة، وهو سلوك حافظ عليه إلى اليوم.
وفى مقاطعة بالنشاب يسود الكثير من الغموض بفعل تداخل المصالح بين الطبقة السياسية المساندة للسلطة، واختلاف الفاعلين حول الشخصية الأهم فى المرحلة الحالية، ويظل أنصار الرئيس محمد ولد الشيخ الغزوانى أصحاب الكلمة الأهم فى المرحلة القادمة بالمقاطعة، مع وجود معارضة قوية من الأطراف المحلية المحسوبة على الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز.
وتظل المجالس المحلية شبه مستقرة، مع امكانية وجود تغيير فى رأس المجلس المحلى بأكجوجت، بفعل استفادة العمدة من دورتين متتاليتين داخل حزب الإنصاف، وضعف التنمية المحلية بالمدينة، وهشاشة البنية المحلية فى عموم الولاية، وهو ما أكدت عليه الأمطار الأخيرة، وحراك الشارع قبل أشهر ( أزمة المياه والكهرباء). لكن من المستبعد تجاوز المحيط القبلى للرجل فى المرحلة المقبلة.
وفى جبهة الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز يقف فدرالي الولاية السابق محمد ولد عابدين فى الصفوف الأمامية لأي إجراء محتمل، بحكم دوره فى الولاية خلال العشرية، ومكانته داخل مجتمعه، ولعلاقاته القوية بالرئيس السابق خلال الأزمة الماضية أبلغ تأثير فى صفوف أنصار الرجل ومحيطه القبلى.