نائب أكجوجت : المقاطعة واجهت أزمة خلال فصل الخريف، لكن إرادة السلطة والمنتخبين خففت من تداعياتها (حوار)

قال نائب مقاطعة أكجوجت ( سيد أحمد ولد محمد الحسن ( الدويرى) إن المقاطعة واجهت أزمة كبيرة خلال فصل الخريف، بفعل السيول التى أجتاحت مجمل أحياء المدينة المركزية، وأثرت على حياة الناس خلال فترة الخريف بشكل كبير ، رغم الآثار الايجابية لاحقا على المراعى والحقول الزراعية، وهي أمطار تعتبر أهم تساقطات مطرية عاشتها الولاية منذ عشرات السنين.

وقال النائب سيد أحمد الدويرى خلال حديث مع زهرة شنقيط اليوم الأحد 6 نوفمبر 2022 إن جهود المنتخبين و السلطات الإدارية كان لها الأثر الكبير فى التخفيف من معاناة الناس، وكانت الولاية محظوظة بالفعل بوجود إدارية لديها رؤية ونظرة للمستقبل، وعلاقتها وازنة بمجمل الأطراف، وتمثل قيم الإدارة المحلية، وهو ما أعاد ثقة المواطن بالمنظومة التنفيذية بشكل كبير، وساهم فى توجيه وترشيد جهود المنتخبين، ومركزتها، وتوجيهها إلى مستحقيها خلال الفترة الأخيرة.

ويقول النائب إن السكان خرجوا من محنة السيول وهم يتطلعون إلى الإستفادة من التساقطات المطرية التى عاشتها الولاية (شهري أغشت وسبتمبر)، وتعزيز الجهود المحلية المبذولة من أجل تطوير الزراعة. وقد تدخلت عدة أطراف من أجل مساعدة المزارعين المحليين، كمندوبية تآزر والشركة العاملة بالمنطقة، رغم أن التوزيع قد لايكون بالطريقة التى كان الجميع يتطلع إليها من حيث ترتيب الأولويات ودعم العمل الجمعوى، وتوجيه الجهود نحو "لگراير" بحكم أنها المناطق الزراعية الأهم بالولاية، والخزان الذى يمكن التعويل عليه.

ويقول النائب إنه قدم أربعة ملايين أوقية لمساعدة سكان لگراير، وقد وصلت المعدات الزراعية والأدوات المطلوبة من المزارعين إلى مستحقيها بالفعل، مع تأجير آلية لصالح أبرز المزارعين بالمنطقة وخصوصا العاملين فى "أگرارت أغسرمت" ، وذلك لمواجهة الآثار المترتبة على الأمطار، حيث شكلت النباتات أبرز معضلة واجهها سكان المنطقة خلال فترة مابعد الخريف.
ويرى النائب أن مشكل السياج يعتبر من أكبر المشاكل المطروحة للسكان، وكذلك ملف تسيير المياه بالولاية،  بفعل ضعف الجهود المبذولة لحفر الآبار الإرتوازية ، والتنقيب عن المياه الصالحة للشرب بمجمل أطراف المنطقة.

كما أن خروج مياه بالنشاب عن سيطرة الحكومة وتحكم الشركات الأجنبية فيها، أفقد السكان أهم مصدر للمياه الصالحة للشرب، رغم أن حسن تسيير الملف وتدبير الأمور بشكل مختلف كان يمكن أن يشكل رافعة حقيقية لمنظومة المياه بالمنطقة بالكامل، مع إلزام شركات التعدين باستخدام المياه المالحة أو نسبة كبيرة منها على أقل تقدير.

ويعتقد النائب سيد أحمد الدويري أن مدينة أكجوجت ستودع بشكل نهائى أزمة الكهرباء مع بداية العام الجديد، بعد توجيه مولد كهربائى من النوع الجيد (كاتر أبيلار) إلى المقاطعة، وإمكانية دخول خط الجهد العالى المتوجه إلى الشمال للخدمة مع نهاية 2023.

مشاكل مطروحة وحلول تحتاج إلى  إرادة الجميع ...

وحول أبرز المشاكل المطروحة بالمنطقة قال النائب البرلمانى إن بطالة الشباب أبرز ما يؤرق سكان المنطقة ومجمل الفاعلين فيها، حيث ترتفع نسبة البطالة بشكل كبير داخل المقاطعة،  وسط عزوف الشركات العاملة فى مجال التعدين عن أخذ العمالة من سكان المنطقة، بفعل ضعف الشفافية فى الإكتتاب وغياب أي معايير يمكن الركون إليها،  وهو  ماشكل أزمة للمدينة والمحيطين بها، حيث الثروة والفقر يتعايشان منذ عقود، وحيث التسرب المدرسى على أوجه، بفعل غياب أي آفاق جاذبة لأصحاب الشهادات العليا، مع توفير فرص مؤقتة للعاملين اليدويين، وهو ما دفع بالعديد من الأسر إلى الدفع بأبنائها نحو تلك الفرص المحدودة، لتوفير لقمة العيش للمتشبثين بإينشيرى، رغم صعوبة الظروف وغياب المشاريع.

وأنتقد النائب بشدة آلية توزيع المشاريع الحكومية بالمنطقة، لضعف الشفافية فى الفرز، وغياب المتابعة بعد المنح، وهو ماحول المشاريع إلى فرصة لبعض القائمين عليها من أجل منح مبالغ مالية لبعض المقربين منهم لقيام بأنشطة متنوعة ، بعضها خارج الحيز الجغرافى للولاية، وبعضها خارج ما أتفق عليه بين جهة التمويل وصاحب المشروع. بينما كان يمكن دعم أنشطة جمعوية يمكنها أن تغير من واقع المنطقة بالكامل، لو وجهت لصالح التعاونيات النسوية أو المزارعين بالفعل، أو الجزارين، أو المبادرات الشبابية الرامية إلى خلق مشاريع تنموية بالولاية، لكن ضعف التنسيق بين المنتخبين والقطاعات الوزارية المكلفة بالتشغيل والتضامن  (تآزر) ومكافحة الفقر (المفوضية) وترقيةحقوق الإنسان، هي السبب الأبرز لما نعانيه من إرتباك وتبديد للأموال العمومية يقول النائب.

آفاق كبيرة

وقال النائب سيد أحمد الدويري إن هنالك بعض الآفاق الكبيرة، وأبرزها إطلاق مركز للتكوين المهنى لصالح شباب المنطقة، وهو حلم حمله طيلة الفترة الماضية، لكنه الحكومة الحالية قررت تلبيته مع وصول وزير التشغيل الجديد، وسيشكل أبرز رافعة لسكان المنطقة، وفرصة أمام شبابها المهمش، وبوابة لدخول الوظيفة العمومية، وهو مركز سيعزز المنظومة التربوية بالولاية، وقد تم تحديد مكانه بالفعل، فى ظل فترة الوالية السابقة، عبر منح المشروع مقر الثانوية القديمة من أجل تسريع وتيرة الإنطلاقة الفعلية للمشروع، ومن المتوقع تعيين منسق المشروع خلال فترة وجيزة.

ويرى النائب أن شباب المنطقة هم الأولوية لأي جهد تنموى يراد له أن يثمر، وهم بحاجة ماسة إلى كل أشكال الدعم والتضامن.  مؤكدا أن البطولة الرياضية التى أطلق عشية انتخابه (٢٠١٨) تهدف بالأساس إلى اكتشاف المواهب الرياضية، وتعزيز جهود الأندية المحلية، ومحاربة الفراغ والبطالة ودفع الشباب للرياضة، بدل البقاء فى البيوت، فى ظل عالم يمور بالمخاطر من إدمان على المخدرات أو إنزلاق نحو عالم الجريمة.

ويقول النائب إن البطولة يتم تنظيمها بالتشاور والشراكة الكاملة مع القائمين على الرياضة المحلية،  وتستهدف كل الفئات السنية (15 - 17- 23..) ، لأنها تهدف إلى دعم كل الشباب دون تمييز على أساس السن، أو مراعاة لأغراض أخري.

وحول الحراك السياسى الذى تعيشه المقاطعة فى الوقت الراهن، يقول النائب إن مجمل المنتخبين ينتظرون ما سيقرره الحزب بشأن البلد بأكمله،  وإينشيري دائرة من الدوائر المحسوبة على الحزب الحاكم بشكل واضح، وقد كانت نتائج 2019 معبرة عن ذلك، والساحة المحلية معروفة لدى الجميع، وهدف المنتخب وإنشغاله يجب أن يكون منصبا بالأساس على القيام بدوره خلال فترة انتدابه، بدل الإنشغال بالصراع أو البحث عن ضمانات سياسية من صانع القرار، لأن المصلحة العامة فى النهاية هي المحرك للجميع داخل الحزب أو خارجه، والتوازنات السياسية مطلوب احترمها، لكن الأهم من كل ذلك هو ماينفع الناس ويمكث فى الأرض، ويعزز من مكانة الحزب فى الساحة المحلية بشكل كبير.

#زهرة_شنقيط
#تابعونا