الزكاة فريضة من فرائض الإسلام وهي الركن الثالث من أركانه العظام وقد دل على وجوبها الكتاب والسنة والإجماع قال تعالى( وأقيموا الصلاة وأتوا الزكاة وأركعوا مع الراكعين) ..
وقال تعالى ( وأتوا حقه يوم حصاده ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين) ..
وفي الصحيحين من حديث ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت …) .
وقد جاء الوعيد الشديد في حق من بخل بها أو قصر في إخراجها قال عز من قائل: ( والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لانفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون).
فكل مالٍ لا تؤدى زكاته فهو كنز يعذب به صاحبه يوم القيامة.
وقد أمر تعالى بتطهير مال المسلمين فقال : ( خذ من اموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها… )
ان الحكمة من مشروعية الزكاة هو تطهير النفس المسلمة من رذيلة البخل والشح والشره والطمع؛ ورفع الدرجات ومواساة الفقراء وسد حاجات المعوزين والبؤساء والمحرومين …
فالزكاة هي عماد التكافل بين المجتمعات الإسلامية، ولها المردودات الإيجابية في خَلق مجتمع مسلم نظيف يحب بعضه بعضًا…
وبجانب كون الزكاة عبادة دينية واجبةً على المسلم؛ فإنها على المستوى الماليِّ تجارةٌ مع الله عز وجل، يقول تعالى: ﴿ وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ رِبًا لِيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلَا يَرْبُو عِنْدَ اللَّهِ وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ ﴾.
وإذا كان مَن يؤدي الزكاة يكسب ماليًّا بجانب رضوان الله عز وجل فإنَّ من يمنع أداءها يخسر ماليًّا ودينيًّا؛ لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ((ما منَع قومٌ الزَّكاة إلا ابتلاهم الله بالسنين))؛ أي: القحط والمجاعة، وقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ((ما تلف مال في بَرٍّ ولا بحر إلا بحَبسِ الزكاة)).
جزى الله خيرا فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني على هذا القرار الشجاع بتحصيل الزكاة التي تعتبر في الدول الاسلامية أكبر مساهم في تنفيذ جملة المشاريع الخدمية والتنموية والخيرية ومحاربة الفقر وتقديم الضمان الاجتماعي للفقراء والمحتاجين وكفالة الأيتام والمتعففين والاعتناء بها ومعالجة أوضاع المعسرين ..
هذا بالاضافة إلى تنفيذ العديد من المشاريع الخيرية القائمة على التكافل والتراحم بين الناس ….
ووفق الله معالي الوزير الأول وحكومتنا الموقرة ممثلة في معالي وزير الشؤون الإسلامية والتعليم الأصلي سماحة القاضي الداه ولد سيدي ولد أعمر طالب لإخراج هذه المؤسسة إلى النور ؛ فبها وحدها نقضي على الفوارق الاجتماعية والفقر والغبن ؛ وبها وحدها نصل بر الأمان…
والله لا يضيع أجر من أحسن عملا..
أحمد ولد علال