بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صَلِّ على رسولِكَ المُصطفى وسَلِّمْ عليه تسليما كثيرا
أما بعدُ:
فإن أسرةَ أهل الطلبه إثْرَ وفاة فقيدها وفقيد المجتمع والوطن: الشيخ سيديا ابن الطُّلبه -رحمه الله تعالى وأجزلَ له المَثوبة- يَطِيبُ لها أن ترفع خالص شكرها إلى فخامة رئيس الجمهورية السيد: محمد ولد الشيخ الغزواني وفّقه الله، وإلى حكومته مُمَثَّلَة في وزرائها المُبَجَّلِبين الذين أدوا لها واجب العزاء في الفقيد، وإلى السيد وزير الصيد والوفد المرافق له، وإلي حزب الإنصاف والي السيد رئيسه ، والي المنتخبين والحنرالات والضباط السامون والوزراء السابقون وإلى كُلِّ الأحبة الكرام من القبائل والعشائر والمجموعات والأفراد من داخل البلاد وخارجها الذين شاركوها هذا المُصاب الجلَل، سواءٌ في ذلك من تفضل فحضَرَ بنفسه مُتَجَشِّما مَشَاقَّ السفَر، مُمَثِّلا قومَه أو نَفسَه، ومَن عاقَتْه العوائقُ فلم يَتَيَسَّرْ له القدوم وأَبَىٰ إلا أن يُدَبِّج عيون الشعر أو روائع النثر، مُعَبّرا عن أساه وحزنه، مُواسِيًا للأسرة ومُسَلّيا لها، فإلى كل أولئك: جزاكم الله عنا أحسن الجزاء، فكُلُّكم عندنا مشكور، وعلى سعيه إن شاء الله مأجور.
لقد أبانَت هذه النازِلَة الجُلَّىٰ عن جوهر المعدن الأصيل لأبناء هذه الربوع، فأظْهَرت كَرَم أخلاقهم، وطِيب أعراقهم، فَلِلهِ تلك الشِّيَمُ ما أكرمَها، وتلك الصِّلَاتُ ما أوثق عُراها، وتلك العهود ما أعرقها، وتلكم هي الصورة التي بها تُعرَفُ هذه البلاد، والقِيَمُ التي عليها نُشِّئَت الأجيالُ فيها منذ سَحِيقِ الآماد.
ولولا طول قائمة الأسماء الكريمة، واستعصاء جمعها في هذه العُجالة، لسردناها، ولكنا نكتفي بهذه السطور، سائلين الله أن يُحسِنَ مكافأة الجميع عنا، إنه وليُّ ذلك، ولا يقدِرُ عليه غيرُه.
إن المُصِيبة في فَقد الشيخ سيديا -رَحمه الله- عظيمة، والحادث جلل، والألم كبير، ولكن اللَّجَأَ إلى الله تقدّسَ اسمُه، والتسليمَ لما قَضَىٰ به، والرِّضَا عنه في ذلك، وما عوّدنا سبحانه من لُطفٍ ورحمةٍ بنا، واستحضارَنا مُصيبَتَنا بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم، كلُّ ذلك يَهونُ به هائل الحَدَثان، ويتضاءَل معه عظيمُ النوائب، فالحمد لله على كل حال، ولقد كان في التعازِي الكريمة، والمواساةِ الحسنة، والدعوات الصادقة، والشعور النبيل، الذي أبداه لنا أحِبَّتُنا من كل مكان، ما خَفَّفَ عنا كثيرًا من الأسَىٰ والحَزَن، فالله يشكر لهم سعيهم، ويعظم أجرنا وأجرهم، ويجزيهم عنا ما هم أهله من بر وإحسان.
واللهَ سبحانه وتعالى نرجو وإليهِ نَضرع وإياه نسأل أن يَرحَمَ فقيدَنا برحمته، وأن يُثَمِّرَ أعمالَه، ويَرفع درجاتِه، ويُكفِّرَ خطِيّاتِه، وأن يتولاه بما تَوَلى به عباده الصالحين، ويَجمَعَه بجده المصطفى عليه وآلِه الصلاة والتسليم، في جَنَّـٰـتٍ ونَهَر في مَقْعَدِ صِدْقٍ عند مليكٍ مُقَتَدر.
عن الأسرة:
محمد بن الشيخ سيديا ابن الطلبه
الثلاثاء: 14 من شهر ربيعٍ الآخِر سنة 1444 هـ/ 8-11-2022م