النائب فاطمة بنت الجيد.. عودة هادئة للبرلمان ورقم للتاريخ يستحيل تكراره (تقدير موقف)

باتت النائب عن مقاطعة النعمة فاطمة بنت الجيد ، أول سيدة موريتانية في التاريخ الموريتانى تحتفظ بمقعدها داخل الجمعية الوطنية (البرلمان) للإنابة الرابعة على التوالى، مستفيدة من دعم حاضنتها الإجتماعية بمقاطعة النعمة، ونفوذ أحد أبرز  رموز منطقة الشرق الموريتانى في الوقت الراهن الوزير السابق الشيخ أحمد ولد أحمدات.

الطالبة السابقة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة نواكشوط، دخلت السياسية بشكل مبكر (2006)،  حينما قررت حاضنتها الإجتماعية الزج بها كنائب عن مقاطعة النعمة (عاصمة الحوض الشرقي)، وهو قرار دعمه ورعاه وزير التعليم  بالحكومة الانتقالية ساعتها الشيخ أحمد ولد أحمدات، ليشكل صعودها بداية تموقع جيد لمجموعتها السياسية، رغم قوة المنافسة من الشريك القريب، والأطراف المتصارعة فى النعمة لضمان مقعد داخل الجمعية الوطنية، من احدى قلاع الأنظمة السياسية بموريتانيا.

وفى سنة 2013 عادت النائب فاطمة بنت الجيد من نفس المقاطعة لمقعدها بالحمعية الوطنية، وكان للوزير السابق والسفير فى غامبيا ساعتها للشيخ أحمد ولد أحمدات الدور الأبرز فى لجم طموح الخصوم عن مقعد فقد تحصينه القانوني (بإلغاء شرط وجود سيدة من كل نائبين فى عواصم المقاطعات المركزية).

وفى 2018  تسيدت النائب فاطمة بنت الجيد اللائحة الوطنية لحزب الإتحاد من أجل الجمهورية الحاكم، ليضمن الفريق المنافس لها مقعدا آخر داخل الجمعية الوطنية (مقعدين برلمانيين لمنحدرين من نفس المجموعة القبلية والمقاطعة فى البرلمان المنتخب)، لكنها عادت بسرعة لتقتنص التمثيل هذه المرة عبر دائرة النعمة ذاتها، وكان لنفوذ رئيس المحكمة العليا الشيخ أحمد ولد أحمدات بالولاية الدور الأبرز فى ماحصل، لتكون بذلك أول سيدة منذ تأسيس الدولة الموريتانية تضمن الحضور داخل البرلمان لأكثر من أربع إنابات برلمانية متتالية، والحضور مع أربع رؤساء دون أن يتغير الموقع القانونى لها، أو تخسر الموقع السياسى الذى أحتلته، فى بلد يمكن فبه الصعود بشكل مفاجئ لالتقاط فرص التحول المتاحة، لكن يستحيل فيه الإستمرار لغير أهل الشوكة والتأثير العابر للأحكام والأنظمة السياسية.

#زهرة_شنقيط