في ظل التراشق السياسي بين الأغلبية وحزب السلطة.. أي شكل للبرلمان القادم؟.

لا يجد المتابع للتجاذب السياسي بين حزب الانصاف (حزب السلطة) وأحزاب الموالاة (أحزاب الأغلبية) من جهة وأحزاب المعارضة من جهة أخرى، صعوبة في تصور شكل البرلمان القادم، الذي ستفرزه انتخابات الـ 13 من مايو القادم.

فالمتابع للتراشق بين الأحزاب المتنافسة سيدرك بجلاء أن التشكلة البرلمانية القادمة سيغلب عليها التنافر خاصة بين أحزاب الأغلبية وحزب الانصاف الذين كان يفترض أن يكون بينهم مستوى من الانسجام خدمة لأجندة النظام الحاكم نظرا لسوء اختيارات القائمين علي الحزب مما نجم عنه مغاضبة كبيرة لم يشهدها الحزب الحاكم منذ بداية الديمقراطية قبل ثلاثة عقود ، في صفوف بعض الرموز الوازنة والمؤمنين بالمشروع الاصلاحي الذي قاده الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني قبل أربع سنوات من الآن .

وهكذا شكلت تصريحات الوزير السابق المختار ولد أجاي منعطفا حاسما في علاقة حزب الانصاف بأحزاب الأغلبية حين قال إن كل الأحزاب -غير حزب الانصاف- لا تخدم مصلحة النظام، ولا مصلحة الحزب، في دعوة صريحة للابتعاد عن خيارات أحزاب الأغلبية وعدم التصويت لها في الانتخابات المقبلة على أنها جزء من النظام ومن الحزب الحاكم.

تصريحات ولد أجاي -وهو قيادي في حزب الانصاف- قابلتها حملة مضادة من قادة أحزاب الموالاة، وشخصيات وازنة محسوبة على النظام، أبرزها تصريحات الدبلوماسي والوزير السابق محمد فال ولد بلال، في خرجته الأخيرة من مقاطعة مكطع لحجار والتي هاجم فيها تصريحات ولد أجاي واصفا إياها إساءة لرئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني نفسه.

ضف إلى ذلك اتساع رقعة المغاضبة التي أنتجتها ترشيحات حزب الانصاف ما أدى بالعديد من الشخصيات الوازنة المحسوبة على النظام إلى تقديم لوائح عبر أحزاب أخرى لمنافسة لوائح حزب الانصاف في عدد كبير من الدوائر الانتخابية في الداخل خصوصا، ما ينبئ عن نتائج هزيلة قدي يجنيها حزب السلطة في انتخابات 13 مايو وهو ما أربك العديد من رؤوس ورموز النظام وأدى بهم إلى الدخول في صراعات غير محسوبة مع أحزاب الموالاة.

من جهة ثانية تبدي المعارضة من حين لآخر امتعاضا شديدا مما تسميه تدخل بعض عناصر النظام الحالي في سير الانتخابات واستخدام موارد الدولة لصالح طرف معين (حزب السلطة) كل ذلك يؤشر لحالة التنافر التي ستفرزها الانتخابات البرلمانية القادمة، وكذلك يعطي صورة عن جو السخونة الذي سيطبع جلسات البرلمان القادم.

وبين هذا وذاك يسعى حزب الانصاف بكل ما أوتي من قوة وخطاب إلى الفوز بأغلبية مريحة تضمن له تطبيق برنامج فخامة رئيس الجمهورية وهو المسعي المستحيل نظرا لسوء اختياراته فيما تسعى أحزاب الأغلبية إلى جر حزب الانصاف إلى حصيلة هزيلة تجعله مضطرا إلى التحالف معها لتحقيق الأغلبية المنشودة..

نوح محمد محمود/ كاتب صحفي