تابعت كغيري من المهتمين بشأن مدينة نواذيبو، الخطاب الذي ألقاه عمدة المدينة المنتهية ولايته السيد القاسم ولد بلالي، الليلة البارحة، حينما خصص جزءاً كبيراً من حديثه لي شخصياً، اتهاماً وسباً وشتماً وقذفاً، بأمور كثيرة ما أنزل الله بها من سلطان، وليست المرة الأولى التي يفعل فيها ذلك.
ودون أن أسمح لنفسي بالنزول إلى مستوى تبادل الشتائم والسباب، فإنني أود أن أوضح باختصار بعض النقاط الأساسية؛ احتراماً لسكان نواذيبو الذين أرى أن من حقهم أن يحصلوا على توضيحات مني شخصياً حول هذه الادعاءات، ولولا ذلك الحق لما علقت أصلاً على هذا الموضوع، ولكنتُ تجاهلته كما تجاهلت مثله في مناسبات كثيرة؛
أولاً، أنا موجود في مدينة نواذيبو، لأنني أحد أبنائها الأصليين؛ حيث ولدت، ودرست، وعملت، إلى أن حققت ما حققت من نجاح على المستوى الرياضي والاقتصادي فيها، وقد أسست رفقة عدد من خيرة أبناء المدينة النادي الذي أصبح اليوم أفضل نادٍ موريتاني، وأنشأت شركات تجارية فيها، صارت اليوم بفضل الله ومنته -والتحدث عن النعم شكر- مؤسسات اقتصادية ناجحة يعمل فيها المئات من المواطنين، الذي يعيلون مئات الأسر الفقيرة في مختلف أرجاء الوطن.
ومن حقي الطبيعي والقانوني -بالتالي- كمواطن موريتاني أولاً وأحد أبناء نواذيبو ثانياً، أن أمارس السياسة في هذه المدينة بالذات، في الحدود التي تضمن لي الحفاظ على مصالحي الخاصة من جهة، ومصالح المدينة وأهلها الذين هم أهلي، من جهة أخرى!
وعكساً لما قاله عني فأنا أزور المدينة دائماً، ولكن المدينة لا تطلق على مباني البلدية، وفي الصورة المرفقة توثيق لإحدى زياراتي في إطار دراسة بناء ملعب نواذيبو عام 2021.
وهنا لابد لي من التأكيد -للمتسائلين عن ذلك- أن اهتمامي بالسياسة في أوقات ومواسم محددة لا يتعارض مع منصبي الوظيفي كرئيس للاتحادية، ونائب رئيس الكاف، لأنني أمارس السياسة بصفتي الشخصية وبوسائلي الخاصة، وليس بصفتي رئيساً للاتحادية ودون استغلال أي من وسائلها ومواردها.
ولست في ذلك استثناءً من رؤساء الاتحادات المماثلة في العالم؛ لأن كثيراً منهم يمارسون السياسة في مواسمها ويتقلدون المناصب السياسية؛ فرئيس الاتحاد الألماني مثلاً نائب برلماني، ورئيس الاتحاد المغربي وزير في الحكومة، ورئيس الاتحاد السنغالي عمدة بلدية محلية، والأمثلة لا حصر لها..
ثانياً؛ إن الأرقام الفلكية التي تحدث عنها العمدة المنتهية ولايته القاسم، ليست دقيقة بل بعيدة جداً من الواقع، وتعلم الجهات المختصة في الدولة ذلك، ويعلمه أهل الرياضة، وخاصة أولئك المعنيون بتسييرها، واتحاديتنا حاصلة على شهادات امتياز من الفيفا على حسن استغلال الموارد وترشيدها وإنفاقها في مصارفها وفقاً لأعلى درجات الالتزام بمعايير الحكم الرشيد، والدليل على ذلك ما تحقق من إنجازات ملموسة يدركها الجميع، وهي كثيرة، بل كثيرة جداً مقارنة بحجم ما أنفق فيها من موارد.
غير أنني لم أتفاجأ من تضخيم هذه الأرقام من طرف العمدة المنتهية ولايته ، ولا من اتهاماته الباطلة لي، ظلماً وبهتانا، ويكفيكم أن تقيسوا ما ذكره من أرقام فلكية، على ما قاله بصريح العبارة إنني تظاهرت بدعم فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني ثم صوتت في الانتخابات الرئاسية لمرشح آخر، وكأنه يعلم ما في الصدور، لكن السؤال المطروح هو من أين للعمدة بهذا القول، وأنا الذي كنت يوم الانتخابات في #مصر في مهمة وطنية رفقة المنتخب الوطني خلال مشاركته الأولى في نهائيات كأس أفريقيا للأمم عام 2019؟!!!
يؤسفني كثيراً أن رجلاً طاعناً في السن مثله يلجأ لهذه الادعاءات الباطلة، لدغدغة مشاعر الناخبين، وإذا فعلها كبار السن وقادة المجتمع على الملأ هكذا، فمن سيكون القدوة والمثل الحسن للصغار فينا، ليتعلموا منه؟!
واجعه!