أربع سنوات من البناء والإستقرار والأمل / سيد أحمد ولد باب (*)

دخلنا منذ يومين بداية السنة الأخيرة من المأمورية الأولى لفخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزوانى، والأشهر المحضرة للإنتخابات الرئاسية، وسط تباين فى الرؤي بين النخب الإعلامية والسياسية حول مدى أهمية المنجز فى عهد الرجل، والأحلام القائمة لدى البعض الآخر فى تأسيس دولة العدل والمساواة وإحترام حقوق الإنسان، والإهتمام بالإنسان كجوهر للعملية التنموية من الأساس.

ما أعرفه بالضبط، ولايمكن الجدال فيه بأننا كمنحدرين من منطقة آوكار عموما وأم الحياظ خصوصا، حملت إلينا الأقدار رجلا بحجم ماكنا نطمح إليه، تعاطيا مع المشاكل المطروحة، واهتماما بأحوال الساكنة، وتوجيها لمشاريع التنمية دون تمييز أو إقصاء، وتلبية مانطرح من قضايا السكان دون من أو مقايضة، حاجزا لنفسه مساحة غير مسبوقة فى الذاكرة المشتركة لسكان آوكار.

لقد واجه الرئيس محمد ولد الشبخ الغزوانى فى بداية حكمه تحديات أمنية وسياسية وإقتصادية بالغة التعقيد، ولكنه أستطاع بحزم العسكري، ورؤية القائد، وأخلاق الصوفى، وحرفية السياسى، ترويض مناوئيه، وإحتواء مخالفيه، والتمكين لداعميه، ومواجهة التحديات بشكل هادئ ومسؤول، وتحويلها إلى نقطة قوة يضيف منها لرصيده الذى بناه عبر مسار عسكرى، كان فيه رجل المؤسسة العسكرية الأبرز، وصانع التحول الحاصل فيها خلال العشرية الماضية، وصاحب الكلمة الأولى والأخيرة فى مجال الأمن بمنطقة الساحل عموما.

لقد تعايش الكل داخل المنطقة خلال السنوات الأخيرة فى جو من الألفة والأخوة، مع تحقيق العديد من المكاسب التنموية فى مجالات حيوية ظلت إلى وقت قريب خارج تصور السكان (المياه والتعليم والصحة والاتصالات وتمويل المشاريع التنموية لصالح الشباب والنساء والطبقات الهشة عموما) ، مع التعامل بقدر كبير من الإحترام والتقدير.

أعرف أن البعض لديه تصور آخر للأمور، وأن أزمة كوفيد وتأثيراتها على العالم ككل لاتعني لطلاب السلطة أي شيء، وأن صمود الأوقية وإرتفاع رصيد البنك المركزى من الذهب والعملات الصعبة وتأمين سلاسل التوريد خلال فترة حرجة، هزت كل اقتصاديات العالم، لاتعني لطلاب السلطة أي شيء. وأن توفير 15000 ألف فرصة عمل فى الوظيفة العمومية لصالح أبناء البلد بشكل عادل وشفاف، وتوفير التأمين الصحى للآلاف من الضعاف (٧٠٠ ألف شخص) لاتعنى لتجار النفوذ أي شيء، وأن التعامل بأخلاق الكبار مع القضايا الجوهرية (الحوار والإنتخانات وتمويل الأحزاب وتمهين المجتمع المدنى والعلاقات الخارجية وقضايا الإرث الإنساني وضحايا التمييز) أشياء لاتعنى طلاب السلطة بحال من الأحوال.

لقد أغلق الرجل باب المزايدة أمام الكل، وأخرس ألسنة السوء بعدما أغلقت أسواق الإساءة للآخر من قبل بعض أعوان السلطة وفاعليها، وأستقرت الأحزاب بعد أن كان نزيف مناضليها محل إنشغال وإهتمام من قبل صانع القرار والمحيطين به، وفتح الأمل مشرعا على مصراعيه، وأعيد ترتيب الأمور وفق منطق يعلى من قيم الشفافية والنزاهة ويمنح المواطن بغض النظر عن الجهة والموقع والخيار الذى يتبناه.

(*) رئيس منتدى آوكار