على مر تاريخ موريتانيا الحديث ومنذ ستة عقود تعاقب فيها رؤساء عدة على حكم البلاد كان دور السيدات الأول خافتا وغائما يقتصر في أغلب احواله على اهتمامات ضعيفة لاتنعكس على نهضة الوطن ولا سكينة المواطن ولا تذهب في توجهها لما يمس حاجة المرأة الموريتانية بأي شكل من الأشكال
السيدة الأولي مريم بنت الداه كانت استثناء من بينهن منذ الوهلة الأولي فقد أشرقت كالبدر بعزيمة قوية وإرادة جادة وصادقة نحو تغيير ايجابي رزين،
ولم يمضِ الكثير من الوقت حتي باتت مصدر الهام للجميع ، روحها الإيجابية ونظرتها العقلانية مثلت كل ماهو مشرق في بلادنا وتفكيرها المبتكر وحماسها اللامتناهي في خدمة المجتمع ومثابرتها الدائمة والتزامها الكامل بمضمون خطاباتها جعلوا منها قدوة حقيقية للنساء والشباب والأطفال ، فبكلماتها الصادقة وافعالها الطيبة دخلت كل البيوت واسرَت كل القلوب فأنارت كل الدروب
أشرفت الدكتورة مريم الداه على انطلاق عمليات توزيع التحويلات النقدية وتمويل 3300 نشاط مدر للدخل على 10000 أسرة متعففة من بين أفرادها شخص من ذوي الإعاقة في الفعاليات المخلدة اليوم الدولى للأشخاص ذوي الإعاقة
ونادت يومها أن هلموا الى ترقية حقوق الأشخاص ذوى الإعاقة بتكاتف الجميع ، سلطات عمومية وجمعيات مهنية ومناصرين أكفاء الى ابتكار الحلول الأكثر نجاعة لمواجهة المعوقات السوسيوثقافية التي تعترضهم واستثمار المقاربات الاتصالية الأكثر قربا منهم وتطوير التشريعات الأكثر انصافا لهم وتوفير قاعدة بيانات مفصلة ومحينة عنهم
كما أشرفت على انطلاق مبادرة نساء العمل والتنمية التي تشكل في مراميها قفزة موفقة في سبيل اظهار الصورة الناصعة للمرأة الوطنية الفاعلة المنتجة ومحطة متقدمة في طريق التمكين للنساء
ليس هذا فقط فقد دشنت في انواذيبو وغيرها ورافقت أطفال التوحد نحو السلم الأعلي من مناهج الاهتمام والعناية بهم
انها بصراحة تكتب في كل خرجة من خرجاتها تاريخا جديدا من النضال
تتحلي بعقل حاد وحكمة راسخة واخلاق قيمة وطباع هادئه جعلتها فريدة لا تشبه في قوتها سوي سيدات أول فى التاريخ رسمنَ بصمات خير قوية ونهضة أبدية على شعوبهن مثل ماريا تيريزا العبقرية واليزابيث الأولي المحنكة وكاثرين العظيم القوية
ان الحضور الكاريزمي للدكتورة مريم الداه في المحافل الدولية بثقافتها الواسعة شكل رافدا أساسيا أسهم بإشادات واسعة تعود بالنفع الاقتصادي والمعنوي للجمهورية
إن أضعف الإيمان اليوم أن نشكر سيدتنا الأولي على تفانيها وشغفها لتحقيق التنمية الإجتماعية والاقتصادية وكلنا يدا واحدة خلفَ برنامجها الطموح ورؤيتها الإستراتيجية لتحقيق التغيير المنشود
لقد كانت تلكم مريم بنت محمد فاضل السيدة الاولى، و لعل المتتبع لمريم الإنسانة يجدها قبل أن تكون السيدة الأولى، نموذج للطبيبة التي يجد معها المريض دواء وجعه النفسي قبل أن يتلقى دواء وجعه البدني، تتلقى روادها بكلمة طيبة، و وجه بشوش، و قلب ملؤه الحنان و الشفقة.
صنعت بخصالها فارقا في حياة العديد من الناس وكانت بلسما شافيا للكثير من ذوى الاحتياجات فكانت أملاً يتجدد وطموحًا يتجسد وإسما يتردَّد في كل بيت وعريش.