المعارضة تتجاوز ملف الإنتخابات والسلطة تستكمل تنصيب المؤسسات الدستورية
تجاوزت الأحزاب السياسية المعارضة وبعض أحزاب الأغلبية صدمة نتائج الإنتخابات التشريعية والبلدية والجهوية الأخيرة، وقرر بعضها الإندماج سريعا فى المؤسسات الدستورية التى أفرزتها صناديق الإقتراع، بينما أختار الآخر الصمت وانتظار استكمال السلطة لتنصيب المؤسسات الدستورية من أجل العودة إلى الساحة من جديد، والتأكيد على استمراريته فى العملية السياسية والبقاء على قيد الحياة، رغم الخروج من الإستحقاق الأخير من دون رصيد.
الأطراف السياسية المعارضة أكتفت بأربع بيانات ومسيرة ومهرجالنين، قبل أن تقرر الخلود للراحة، وتجاوز دعاوى التزوير والمطالبة باعادة الإنتخابات جزئيا أو كليا، وسط حضور جيد لأبرز أحزاب المعارضة فى المشهد السياسى (حزب تواصل) والمشاركة بفاعلية فى تنصيب المجالس المحلية والجهوية، واستعراض نتائجه بأريحية كبيرة، مكتفيا بتحقيق أهدافه الرئيسية (تصدر الأحزاب المعارضة والإحتفاظ بالمركز الثانى فى البلد بعد حزب الإنصاف الحاكم).
أما بقية الأطراف المعارضة فقد أختارت التعايش مع الواقع الجديد، بعدما أكد الرئيس محمد ولد الشيخ الغزوانى – على لسان وزير داخليته محمد أحمد ولد محمد الأمين- تشبثه بالحوار والتهدئة والشراكة الواعية فى القضايا الرئيسية، والإلتزام بمسار التشاور الذى كلف به وزير الداخلية، وألقى الكرة بيد الأحزاب لتقرر ماتراه ملائما بشأن اللجنة المستقلة للإنتخابات وآلية التصويت، والنسبية وتمويل الأحزاب وترخيصها وسحب الرخص من الأحزاب المتعثرة.
وقد حرصت وزارة الداخلية على إستكمال تنصيب المجالس البلدية والجهوية على عموم التراب الوطنى، بناء على نتائج الإنتخابات الأخيرة، بعد إكتمال الآجال القانونية، كما أختار البرلمان رئيسه ولجانه الأساسية، وتم تشكيل محكمة العدل السامية، وشرع النواب فى إقرار القوانين وتمرير الميزانيات ونقاش القضايا الوطنية، دون أن يغيب نائب واحد من مجمل التشكيلات السياسية لأسباب تتعلق بسير العملية الإنتخابية أو تجاوبا مع الدعوات التى أطلقها بعض المدونين، وقيادات الأحزاب السياسية غير المشاركة فى العملية الأخيرة بشأن هزلية الإنتخابات أو تزوير إرادة الناخب أو الضغط من أجل انتخابات تشريعية جديدة.
ويتوقع من وقت لآخر أن يسمى حزب تواصل رئيسه لقيادة مؤسسة المعارضة الموريتانية، لتكتمل آخر حلقة من حلقات الإنتخابات الأخيرة والإستحقاقات المترتبة عليها، وسط أجواء هادئة داخل الشارع، وعلاقة يطبعها الحذر، خصوصا فى ظل استحقاقات انتخابية جديدة، تريد منها الأغلبية التأكيد على استمرارية خيارها الحالى ( محمد ولد الشيخ الغزوانى) ، ولاتزال المعارضة حائرة بشأن آلية المشاركة والخيار المحتمل الزج به، فى ظل صعود بعض الأسماء المغمورة، والشخصيات غير المقنعة فى عالم السياسة والتأثير.
زهرة شنقيط