حول موقف الحكومة وتصريح فخامة رئيس الجمهورية / محمد محمود أبو المعالي

للتاريخ لحظات حاسمة قاصمة، ومنعطفات لا تنتظر المترددين ولا ترحم أصحاب الحسابات الضيقة والرؤى المشوَشة، فإما أن تكون المواقف ساعتها إكليل غار وتاج عز وفخار، أو وصمة خزي وعار وجزا للناصية وصغارا.

وهذا الموقف الذي سجله رئيس الجمهورية في تغردته عن مجزرة غزة المروعة، كان تعبيرا صادقا عن مشاعرنا جميعا، حاسما لا تلكأ فيه، وناصعا لا شائبة تُرديه، يرفع العقيرة بكلمة حق صادقة في لحظة تاريخية حاسمة، بموقف صارم حازم قل اليوم من زعماء الأمة من هو جدير بقوله أو الصدع بمثله.

ثم يأتي إعلان الحداد على أرواح الشهداء الذي تضمنه بيان الحكومة، ليكمل لوحة الموقف العظيم لبلادنا من جرائم الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، وهو موقف نحن به جديرون وفخورون.

صحيح أنه "إذا لم يتدارك عقلاء العالم وأصحاب الضمائر الحية، ما يحدث من فظائع في فلسطين، فستكون جريمة اليوم آخر مسمار يدق في الثقة بالعدالة والقوانين والمواثيق والأعراف الدولية".

فبمثل هذه الموقف في الأوقات العصيبة، يجعل التاريخ لسان صدق في الآخرين، لمن قدروا اللحظة حق قدرها، وتعانقت مبادئهم وتصريحاتهم وانسجمت مواقفهم مع شعوبهم، لتتجاوز كل الإكراهات والحسابات الآنية، أما المترددون الوَجلون من متردية المواقف ونطيحة المخذلين.. فأنى لهم التناوش من مكان بعيد.