توافد أبرز أطر ولاية أترارزه على روصو لإستقبال الرئيس (تقرير)

لم يرغب رئيس حزب الإنصاف الحاكم الوزير ماء العينين ولد أييه دخول عاصمة أترارزه (روصو) دون تسجيل نقطة إيجابية فى العلاقة بين المستوي السياسى والتنفيذي، عبر المرور بمسقط رأس الوزير الأول محمد ولد بلال ، وتناول الغداء مع الأخير فى الحاضرة التي ولد فيها ومنها يستمد حضوره داخل الولاية ، رغم عزوفه فى بداية المأمورية عن دخول المشهد السياسي منذ تكليفه بمنصب الوزير الأول فى ثاني حكومة يختارها رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني.

غير أن محطة بومبري لم تتجاوز علاقة الأصدقاء داخل هرم السلطة ، حيث غاب الزخم الإعلامي والسياسى الذي يصاحب حضور الوزراء الأول بموريتانيا فى مراسيم السياسة، وظل رموز الولاية وكبار الفاعلين فيها ينتظرون بروصو نهاية حفل الغذاء ، لإستئناف مسار التحضيرات الجارية لزيارة الرئيس صباح الجمعة.

عند بوابة مدينة روصو الشمالية ، وبين الأحراش المحيطة بالمدينة، ضرب قسم حزب الإنصاف الحاكم بموريتانيا منصته فى انتظار رئيس الحزب ماء العينين ولد أييه، وتحكم القائمون علي المنصة فى تموضع الضيوف والأطر دون مراعاة للأوزان السياسية ، لدرجة دفعت ببعض كبار الفاعلين فى الساحة المحلية إلي التموقع خلف الخطوط المحمية بحراس يتقنون فن صد الحضور مع قليل من اللباقة وأبجديات التعامل التعامل مع كبار الضيوف.

لم يقبل عمدة المدينة الوزير السابق بمب ولد درمان الجلوس علي الهامش، وظل واقفا بين الحراس والصحفيين فى انتظار دوره فى الكلام بعد وصول رئيس الحزب ومرافقيه، وحسم وزير المياه عبد الفتاح مقعده فى الصفوف الأمامية ، وإلي جانبه أصطف نائب المقاطعة محمد أفال، وابن عمه الوزير الأول السابق اسماعيل ولد الشيخ سيديا، بينما لم ترغب الوزيرة السابقة الناه بنت هارون ولد الشيخ سيديا فى دخول القفص المعدة لكبار الضيوف، لكنها لم تنعم بالهدوء مع والدها الشيخ الوقور هارون ولد الشيخ سيديا الممسك بعصى السياسة من الوسط ، حيث يحاول منذ ثلاثة سنين مد جسور التواصل مع أقاربه من جهة ، دون أن يخفى إرتياحه للحضور الطاغي لكريمته (الناه بنت هارون ولد الشيخ سيديا) فى المشهد السياسي المحلى بالمقاطعة والدور الذي لعبته داخل أروقة المشهد التنفيذي مع بداية حكم الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني.
لقد لاحقها الجمهور، وبعض المدونين ، وعدد من وجهاء المنطقة ، وبعض ناشطات المجتمع المدني. لقد كان موقعها داخل الحفل محل جلبة وتدافع طيلة وقت المهرجان؛ إنها السياسة حينما تختلط بالمال والبذل من أجل التمكين والحضور.

على المنصة يجلس الأمين العام لوزارة الشؤون الإسلامية بيت الله ولد أحمد لسود (النعمة) ، وإلي جانبه الوزير السابق ابراهيم فال ولد محمد (لعيون) بعدما تمكنا من العبور بالحزب الحاكم معركة الإنتخابات الأخيرة فى الولاية، بفعل حسن الخيارات المقدمة والإدارة الجيدة للحملة مع الوجهاء والأطر كما تقول الأوساط المحلية فى ولاية أترارزه.

يحظي رجل الأعمال والنائب الصاعد بكرمسين ويتات عبد العزيز بحضور واضح داخل الساحة المحلية فى الضفة ، ولكن يرفض نائب واد الناقه السالك ولد حادن أن يكون البعد الجغرافي بين واد الناقه ورصو، مبررا لتأخيره فى قائمة الحضور، لذا أفتك مقعده مدعوما بمحازبيه ليكون أقرب الحضور للمنصة ؛ وهو إصرار دأب عليه الرجل منذ أن فرض نفسه فى المعادلة بقوة الناخبين فى العرية وأخواتها، رغم العلاقة غير القوية سابقا بصناع القرار داخل الحزب والحكومة.

ولم تغب النائب عن انواكشوط الجنوبية ميمونة بنت أحمد سالم عن المشهد الداخلي بولاية أترارزه ، لقد أخذت مسافة من أركيز وخلاف الأحلاف فيه، بعدما أقتطع التقطع الإداري مناطق واسعة من أركيز لصالح المقاطعة الجديدة (أنتيكان)، لكنها لم تأخذ مسافة من العمل مع ذويها فى المنطقة ، إنها لعبة المصالح والحضور القوي فى دوائر صنع القرار.

فى الوفد الرئاسى تم الزج بالمستشار أحمد سالم ولد فاضل فى محطتين، لكنه أختار أن يجمع بين صفة الوافد والمقيم؛ لقد سبق الوفد لمنطقة أركيز من أجل تعبئته مجموعته القبلية لحضور الزيارة بمحطة روصو أولا، ثم العودة لأركيز ثانيا ؛ ضمن حراك يستهدف بالأساس إظهار حجم الحماس الحاصل للزيارة، والشعور بالإرتياح للمكانة التي حظي بها الرجل فى دوائر السلطة (مستشارا لرئيس الجمهورية وعضوا بالمكتب التنفيذي لحزب الإنصاف) ، لقد أختار الرجل طريق الرشد السياسى فى لحظة وجد فيها نفسه مرغما علي ترك مربع الرفاق، لما لمسه من قدرة لدي المرشح الساعي للحكم ساعتها محمد ولد الشيخ الغزواني، ولقناعته بأن الوطن فى ظل النظام الحاكم يسع الجميع، وأن التضييق على النفس فى مجالات عفو مفتوحة إهدار للفرص ، وتقويض لأسس التعايش الممكن بين كل مكونات المجتمع الموريتاني.

لم يحضر النائب الداه صعيب مهرجان حزب الإنصاف الحاكم بروصو ، فهو رغم حماسه للحزب الذي منحه فرصة للعودة من جديد إلي البرلمان، يدرك أن محطة تكند هي المعركة الأساسية لحلفه ، لقد قرر أن تكون كلمة الميدان هي الفيصل، كما يقول بعض داعميه، وأختار العمل والحشد للرئيس عن التقاط الصور عند بوابة روصو الشمالية.

#زهرة_شنقيط
#تابعونا