كشف مصادر مأذونة باحدي شركات النقل الخصوصية لموقع زهرة شنقيط عن أبرز أسباب الحوادث التى تعرضت لها باصات النقل خلال السنوات الأخيرة، وسط غياب تام لوزارة النقل والأجهزة الأمنية بموريتانيا.
وقالت المصادر إن جشع الشركات وابتزازها للسائقين هو سبب كل الحوادث، حيث تعمل الشركة على تحديد مبلغ 50 ألف أوقية شهري للسائق مع منحه أجرة راكب في كل رحلة، وهو مايعادل أربعة آلاف أوقية على طريق نواذيبو و11 ألف أوقية على طريق الأمل، بغية تحفيزه على الاستمرار في نقل الأشخاص مهما كانت درجة ارهاقه.
وقال المصدر إن السائق الذي يعمل علي طريق نواكشوط – نواذيبو يضطر للعودة مرين في اليوم الواحد، فإذا غادر العاصمة الاقتصادية نواذيبو الساعة الثانية عشر زوالا يدخل العاصمة الساعة السابعة، وبعد ربع ساعة يطلب منه العودة لنواذيبو تحت ضغط الركاب، وغياب بديل عنه، ورغبه الشخصية في الحصول على ثمانية آلاف أوقية في اليوم!.
ويقول المصدر إن أغلب حوادث طريق نواذيبو تقع مابين العاشرة إلى الحادية عشر ليلا، وإن ارهاق السائقين هو السبب المباشر فيها، وبعضهم بسبب السرعة، حيث يحاول أن يقتنص ساعة أو ساعتين من ليل العاصمة الاقتصادية قبل نوم سكانها، بفعل حرمانه من الراحة طيلة النهار.
كما أن حوادث السير على طريق الأمل تقع في الغالب مابين الساعة الثانية فجرا والساعة الرابعة، حيث يحاول السائق دخول مدينة النعمة قبل الساعة الرابعة فجرا من أجل العودة برحلة جديدة، بغية ضمان 11 ألف أوقية كل يوم، وفي حالة عدم دخوله المدينة قبل الرابعة يصعب عليه أخذ الباص المغادر الساعة التاسعة صباحا.
وتمنع الشركات العاملين معها من المبيت في الطريق، لأنها في الغالب تستغل باصين فقط علي الخط الواحد، وتحتفظ بالثالث في منتصف الطريق خوفا من وقوع خسارة مفاجئة لأحد الباصات، كما تستخدم عدد محدود من السائقين في تشغيل أسطولها ، وهو مايعرضهم لمخاطر الحوادث بشكل مستمر.
ولا يمتلك السائق في العادة فرصة لرفض العودة يوميا إلي نواذيبو في رحلتين، كما أن رفضه العودة إلى الحوضين كل يوم قد يعرضه للفصل من الوظيفة، مع أن الضاغط الأكبر عليه هو الحاجة للنقود في ظل ضعف الراتب، ورفع الشركة لعلاوة الرحلة التي تعادل الراتب شهريا أربع مرات في بعض الأحيان.
وأمام ضعف السائقين، وجشع الشركات العاملة في النقل، وغياب الدولة، تواصل حوادث السير حصد أرواح الموريتانيين بشكل مستمر، وسط مخاوف من أن تتجاوز التكلفة البشرية خلال السنة الواحدة 500 قتيل وألفي جريح.
زهرة شنقيط