قالت الرئاسة الموريتانية إن رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني أشرف اليوم الخميس 8 مايو 2025 على تدشين مشاريع نوعية لصالح تعزيز الحكامة ، والسيادة الوطنية، وتقريب الخدمات الأساسية من المواطنين.
وأستعرض بيان الرئاسة ملامح أبرز المشاريع المذكورة.
وهذا نص البيان :
في ظل المتابعة المباشر والدقيقة من فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني للمشاريع التنموية التي تم إطلاقها، وفي إطار تجسيد طموحه للوطن على أرض الواقع، أشرف صاحب الفخامة، اليوم الخميس (08 مايو 2025) في مقاطعة تفرغ زينه (نواكشوط الغربية) على تدشين، ووضع حجر الأساس لعدد من المشاريع الهيكلية المهمة.
حيث أشرف على تدشين المقر الجديد للمدرسة الوطنية للإدارة والصحافة والقضاء، التي تضم 24 قاعة دراسية بقدرة استيعابية تصل 720 طالبا، و 36 مكتبا إداريا، ومكتبة كبرى تستوعب 70 باحثا في وقت واحد، ومدرجان يحتوي كل واحد منهما على قاعة للمحاضرات، ومختبر سمعي بصري، وآخر للغات، وقاعة للاجتماعات، وأخرى للمعلوماتية، وإقامة دائمة للطلاب تستوعب 148، ومسجدا، ومِصحة طبية، ومطعما مكتملا، وقد بلغت تكلفة المشروع 215 مليون أوقية جديدة.
وفي لحظة فارقة من تاريخ التحول الرقمي الوطني، وتكريسا لسياسة السيادة الرقمية التي جعل منها مرتكزا رئيسيا لتحديث البيانات، أشرف فخامة رئيس الجمهورية، اليوم، على تدشين مركز نواكشوط للبيانات، وهو أول منشأة وطنية من نوعها، معتمدة وفق أعلى المعايير الدولية، لتخزين ومعالجة وحماية البيانات السيادية، ولتوفير خدمات رقمية مؤمنة للمؤسسات العمومية والخاصة.
ويأتي هذا التدشين ترجمة لسياسة طموحة، تسعى لإرساء بنية تحتية رقمية متطورة، تكون الأساس لاقتصاد رقمي مزدهر، وخدمات عمومية أكثر نجاعة، ومجتمع معلوماتي آمن، وهذا المركز ليس مجرد منشأة تقنية، بل هو إنجاز استراتيجي يمثل نقلة نوعية في مسار استقلالية القرار الرقمي الوطني، وتم تشييده وتجهيزه وفق مواصفات فنية وهندسية من الطراز الأول، ليكون في مصاف مراكز البيانات الكبرى، من حيث الأمان، الاعتمادية، والجاهزية التشغيلية.
ومن أبرز خصائص مركز نواكشوط للبيانات، شهادة الاعتماد من المستوى الثالث الصادرة عن معهد آب تايم العالمي، والتي تُمنح -حصرا- لمراكز البيانات التي تضمن استمرارية تشغيل عالية (تفوق 99.982%)، بفضل بنية احتياطية للطاقة والاتصالات تضمن استمرار الخدمة دون انقطاع حتى في فترات الصيانة، والتطابق مع معيار الذي يعد من أكثر المعايير صرامة فيما يتعلق بأمن المعلومات، والبنية الكهربائية، وأنظمة التبريد، والربط الشبكي، مما يجعل المركز بيئة موثوقة لاستضافة أكثر التطبيقات والأنظمة حساسية، وكذلك توفيره نقطة تبادل بيانات محورية تربط بين مقدمي خدمات الإنترنت والمشغلين المحليين والدوليين، مما يعزز من جودة وسرعة الإنترنت، ويقلص الاعتماد على المسارات الخارجية في حركة البيانات، وتصميم غرف الخوادم بتقنية "الغرف البيضاء" لتي تضمن أقصى درجات التحكم في الجسيمات والحرارة والرطوبة، مما يُوفر بيئة مثالية للحوسبة الحساسة والتطبيقات الحرجة..
ويمتد مركز نواكشوط للبيانات على مساحة 1372م²، ويضم طاقة استيعابية تصل إلى 100 رف لخوادم البيانات، قابلة للتوسعة - مستقبلا - لمواكبة النمو المتسارع في الطلب على الخدمات الرقمية، كما يُوفر مجموعة متكاملة من الخدمات التي تُلبي حاجات مختلف الفاعلين في السوق، من إدارات عمومية، ومؤسسات مالية، وشركات ناشئة، ومزودي خدمات، من أبرزها:
- الاستضافة السحابية داخل الحدود الوطنية، وهو ما يُمكن المؤسسات من ضمان حماية بياناتها السيادية داخل موريتانيا، مع مرونة في الوصول وسرعة في الأداء.
- خدمة النسخ الاحتياطي المؤمّن، التي تتيح نسخ البيانات الحيوية بشكل تلقائي وآمن، مما يقلل من مخاطر فقدانها.
- استمرارية الأعمال والتعافي من الكوارث، لضمان جاهزية التشغيل في أي ظرف طارئ.
- بيئة مثالية لتطبيقات الذكاء الاصطناعي، والتحليلات الضخمة، وتطوير البرمجيات ذات الحساسية العالية، بفضل غرفه البيضاء ومقتضياتها الهندسية المتقدمة والبيئية الدقيقة.
ويأتي مركز نواكشوط للبيانات ليُجسد هذه الضرورة من خلال:
- التحكم الوطني في البيانات، بدل وقوعها في قبضة جهات أجنبية؛
- ضمان سرية وأمن المعطيات الخاصة بالمواطنين والمؤسسات؛
- تعزيز الشفافية، وتوطيد الحوكمة الإلكترونية؛
- رفع قدرة الإدارة العمومية على تقديم خدمات إلكترونية فعالة وآمنة؛
- تحسين صورة البلد كمركز موثوق به للاستثمار الرقمي في المنطقة.
ويمثل هذا المشروع حجر الزاوية في بناء اقتصاد معرفي، متين ومستقل، يُمهّد لانضمام موريتانيا إلى نادي الدول الرقمية الصاعدة، ويُعزز جاهزيتها لاغتنام فرص الثورة الصناعية الرابعة، القائمة على البيانات الضخمة والاتصال الدائم وأنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي والبلوكشين.
كما أشرف فخامة رئيس الجمهورية، اليوم الخميس على تدشين مقر المعهد العالي للرقمنة الذي يتكون من 3 مدرجات تسع أزيد من 450 طالبا، وجناحا إداريا وآخر تعليميا، ومكتبة، ومختبرا، وقاعة للمعلوماتية، وقاعات دراسية، ومصلى، ومحطة تحويل كهربائية، و5 متاجر، وقاعة للطعام، وسكن للحارس؛ على مساحة مبنية تناهز 7000 متر مربع.
وأشرف فخامة رئيس الجمهورية على وضع حجر الأساس للمركز الوطني لنقل الدم، الذي يتضمن بنية تحتية ذات مخطط معماري مصمم خصيصاً لأنشطة نقل الدم، مع القدرة على تلبية احتياجات السكان والامتثال للمعايير الدولية، مدعما بمعدات عالية الأداء وعدد كافٍ من الموارد البشرية المؤهلة، وسيضم المركز غرفة لتجميع الدم تحتوي على 10 إلى 12 كرسي تجميع، ويتمثل هدفه في أن يكون قادرًا على جمع ما لا يقل عن 40,000 تبرع بالدم سنويًا من متبرعين متطوعين بنسبة 100%، كما هو الحال في العديد من البلدان الأفريقية، كما سيتم تجهيز المركز بمختبرات عالية المستوى تتناسب مع النشاط المحدد لنقل الدم، مع معدات عالية الأداء قادرة على معالجة كميات كبيرة من الدم وضمان سلامة نقل الدم عن طريق تحديد فصائل الدم وفحص الأمراض.
المـــــــــكتب الإعـــــــلامي