شكلت زيارة الوزير الأول يحي ولد حدمين ورفيقه رئيس الحزب الحاكم سيدي محمد ولد محم المفاجئة للنائب البرلماني الخليل ولد الطيب مفاجئة من العيار الثقيل للأوساط السياسية، وخصوصا دوائر الأغلبية الرئاسية المهتمة بحراك اللجنة المركزية للحوار.
غير أن معطيا دقيقة حصلت عليها زهرة شنقيط تفيد بأن الزيارة تدخل ضمن مساعي ولد حدمين ورفيقه لبناء تحالف سياسي موسع بعد الهدنة المعلنة مع أنصار الوزير الأول السابق مولاي ولد محمد لغظف، واستغلال كل الأوراق الممكنة من أجل انجاح الحوار المقرر يوم الخامس والعشرين من أكتوبر 2015 رغم مقاطعة المعارضة المعلنة.
كيف تمت الزيارة؟
تقول مصادر زهرة شنقيط إن الوزير الأول اتصل هاتفيا بالنائب البرلماني الخليل ولد الطيب قائلا "أنا في الطريق إليكم مع رئيس الحزب سيدي محمد ولد محم". مفاجئة لم يوقعها الخليل ولد الطيب منذ التوتر الذي شاب علاقة الطرفين بعد بيانه المثير حول اللغة العربية في أوج خلال وفد حدمين وسلفه مولاي ولد محمد لغظف، لكنه رحب بزواره، واتصل بعدد من أصدقائه وحلفائه السياسيين من أجل استقبال الضيوف، لكن الثنائي المذكور لم يسعفه، لقد كان قريبا من المنزل، ليجد ولد الطيب نفسه أمام الزيارة التي لم يرتب لها الكثير مما أراد، رغم أنها ذات أهمية بالغة بالنسبة له، بل لكل رموز الأغلبية الداعمة للرئيس.
أجندة الزيارة
تقول مصادر زهرة شنقيط إن المصالحة في حد ذاتها بين الطرفين كانت مطلوبة من أكثر من طرف داخل السلطة، وخصوصا القائد العام للجيوش اللواء الركن محمد ولد الغزواني الذي يرتبط بصداقة كبيرة مع النائب الخليل ولد الطيب وبعلاقة جيدة مع الوزير الأول يحي ولد حدمين، كما أن بعض رموز التيار الناصري نصحوا الوزير الأول يحي ولد حدمين أكثر من مرة بعدم التفريط بالخليل ولد الطيب، فهو شخصية سياسية وازنة في البلد، وصاحب علاقات واسعة داخل الأغلبية وخارجها، كما أن الخلاف معه محدود ويمكن تجاوزه.
غير أن للزيارة أجندة أخري، لعل أبرزها رغبة التحالف الممسك بملف الحوار في استعادة الرئيس مسعود ولد بلخير الذي أظهر الكثير من العزوف عن المشاركة في العملية الأخيرة، وفضل الركون للراحة في بوادي الحوض الشرقي بعيدا عن العاصمة والحوار وأجندة الحكومة وصراع المعارضة السياسية، وهو أمر ترفض الأغلبية الاستسلام له، وتري أن الوقت قد حان من أجل استمالته.
وقد كان ملف مسعود ولد بلخير أول الملفات المطروحة علي جدول النقاش بين النائب البرلماني الخليل ولد الطيب وضيوفه، وقد تقرر اتخاذ الخليل ولد الطيب كوسيط مفوض بين لجنة رعاية الحوار والرئيس مسعود ولد بلخير.
وتشير معلومات حصرية حصلت عليها زهرة شنقيط إلي قرب تنظيم حفل غذاء علي شرف مسعود ولد بلخير في " الغايرة" أثناء عودته من "فرع الكتان" يوم الأحد أو الاثنين القادم، وهو الحفل الذي قد يكون بداية العملية التفاوضية غير المعلنة بين الحكومة الموريتانية ورئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي مسعود ولد بلخير.
كما تطرق الثلاثي إلي ملف الحوار وضرورة التواصل مع أحد رموز المعارضة البارزين من أجل اقناعه بالانخراط في الحوار المقرر يوم 25-10-2015 مع الاستماع لمطالبه السياسية أو الخاصة، وتطرقت الأطراف كذلك إلي ملف بعض المعارضين في الخارج، والخطوات المطلوبة من أجل تهدئة خواطر الجميع.
وتقول مصادر زهرة شنقيط إن الوزير الأول يحي ولد حدمين ورئيس الحزب الحاكم سيدي محمد ولد محم يعملان بشكل مستمر منذ أسابيع من أجل التحضير الجيد للحوار، واستمالة كل الأطراف القابلة للتفاوض، مع طرح آلية لتفعيل كل الأوراق الموجودة لدي السلطة من أجل انجاحه.
------------
ملاحظة : نرجو من مواقع النسخ واللصق الكف عن اختلاس المواد المنشورة علي موقع زهرة شنقيط