تتجه أنظار الجماهير الموريتانية والمالية إلي نجيلة الملعب الأولمبي بالعاصمة نواكشوط مساء السبت 24-10-2015 في لقاء تاريخي بين المنتخب الموريتاني الحالم بالعبور إلي الشان 2016، وتحطيم صورة الجوار القريب، وبين تشكلة المنتخب المالي المتقدمة نظريا بفعل فوزها بهدفين لهدف فى ملعبها قبل أسبوع.
رفاق "تقي الله الدن" يحسمون اليوم آخر مران قبل مواجهة النسور المالية، والأمل يحدوهم في تحقيق فوز تاريخي بالملعب الأولمبي، يعزز مصالحة الجمهور مع منتخبه، ويعطي رسالة للأفارقة بأن البطولات الكبيرة لم تعد حكرا علي أحد، وأن الجيل الذي فاز 2013 علي السينغال بثنائية "بسام" و"تقي الله الدن" قادر الآن علي تكرار التجربة بوجود تشكلة من النجوم يتقدمها مهاجم المنتخب الأول "بوبكر أبيقيلي"، رغم قوة الخصم المالي، الحالم بالعبور إلي الشان 2016 علي حساب أبرز الفرق الإفريقية الصاعدة خلال الفترة الأخيرة.
داخل الملعب الأولمبى لعب المدرب " مارنتيز" بالتشكلة الأساسية ضمن مران داخلي، وبدت صورة المواجهة مرسومة علي وجهه، وهو ينتقي لاعبيه من تشكلة مكتملة الصفوف رغم اصابة أبرز لاعب في خط الوسط خلال الفترة الأخيرة "دلاهي"، وامكانية غياب قائد المنتخب "باقايوقو" بفعل الإصابة أيضا. نجم نادي الكونكورد "الحسن ولد العيد" سيلعب أول مباراة رسمية له مع المنتخب المحلي منذ خروجه من الملاعب بفعل الإصابة، وسكون حارس المرمي "سليمان جلو" في أصعب مهمة منذ مباراة السينغال 2013، وهي الحفاظ علي شباكه نظيفة، معتمدا بعد الله عز وجل علي كوكبة من المدافعين يتقدمها المدافع "عالي اعبيد" و "آبو سي" العائد من الإصابة، و"مصطفي أجياو" و"عمر لي"، بينما تزداد الضغوط علي الثلاثي "بوبكر بيقيلي" و"مام أنياس" و"صمب ولد عبد الله" من أجل التسجيل في شباك الماليين، اذ لاشيئ غير التسجيل سينقذ المنتخب من الخروج من آخر جولة من التصفيات، بعد أن قدما عرضا بطوليا أمام دول عريقة في عالم الكرة. الجماهير ... سر النجاح يدرك الجميع أن ميزة الملعب الأولمبى بنواكشوط ليست جمال النجيلة الاصطناعية أو صفاء الجو بعاصمة الغبار والأتربة، أو وجود "طلاسم" تضمن النصر لأبناء البلد الحالمين بالعبور نحو "الشان 2016"،ولكن وجود الجمهور الموريتاني العاشق لكرة القدم، والمتحمس من أجل العودة لصف الكبار بعد عقود من التيه.
الجمهور سر النجاح ....
لقد أثبتت الحناجير التي ارتفعت 2013 بالملعب الأولمبي من أجل الفوز، أن أصوات الآلاف المدوية قادرة علي فرض معادلة داخل الملعب، وأن المنتخب الذي خسر في السينغال بهدف مر، قادر علي تسجيل هدفين دون رد في ملعبه وأمام جمهوره، لكن الأحسن هو الحضور الذهني للمدافعين الذي حال دون استقبال الشباك لأي هدف، رغم المحاولات الخطيرة التي قام بها مهاجمو المنتخب السينغالي ساعتها، وكان لشيخ المدافعين حاليا " شيخنا فرجو" أبرز دور، بعد أن صد الكرة بطريقة رائعة، بعد أن استسلم لها الحارس، وارتفعت حناجر الخصم بالصراخ، وهم يحسبون أن الكرة استقرت في عرين "سليمان جلو"، وأن أحلامهم الزائفة قد تحققت في الدقيقة الأخيرة من عمر اللقاء.
يحتاج المنتخب مساء السبت 24-10-2015 إلي هبة جماهيرية تعطي للاعبين الزخم الذي تحتاجه مباراة حسم كهذه، ويبدو حضور الأسلاك العسكرية أكثر من لازم كما هو الحال في المناسبات الكبيرة، ويشكل حضور الرئيس وأعضاء الحكومة رسالة دعم وضغط في آن واحد . فهل يعي الجميع مسؤولياته التاريخية؟ وهل ستكون مدرجات الملعب شاهدة علي تضامن الموريتانيين من أجل لعبة يعشقها كل الشباب بغض النظر عن الجنس والفئة والجهة واللون والتوجه... وحدها مدرجات الملعب الأولمبي يوم السبت ستعطي الإجابة؟ وفى انتظار صفارة الحكم تظل مخاوف الموريتانيين قائمة، والآمال كبيرة ، ويظل المنتخب علي بعد ساعات قليلة من ثاني انتصار تاريخي يمكن أن يسجله منذ استقلال البلاد عن فرنسا 1960... إنه التأهل الثاني للشان في ظرف ثلاث سنوات فقط ، والأحلي أنه – لو تحقق- سيكون الثاني أيضا علي حساب دول الجوار.
سيد أحمد ولد باب/ كاتب صحفي